التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

3_ الكنيسة الكاثوليكية الغربية وحلم السيطرة

لم تكن سيطرتها على الشعوب سيطرة دينية فقط..
وإنما كانت  سياسية وعسكرية واقتصادية وتحكم في كل مجريات الأمور في أوروبا أيضاً
.. هذا هو حال الكنيسة الكاثوليكية في الغرب في مطلع القرن الحادي عشر الذي بدأت فيه الحروب الصليبية..

.. ﻛﺎﻥ ﻓﻲ قدرة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭاﻷﻣﺮاء، ﻓﺘﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻭﻳﺮﻓﻀﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭاﻟﻌﺎﻣﺔ..

.. اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ هنري الرابع (مع تعدد الروايات عنه)
ﻫﻮ من ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻠﻮﻙ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺟﺮﻳﺠﻮﺭﻱ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ اﻟﻤﻮاﻗﻒ، ﻭﺭﻓﺾ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻻﻋﺘﺬاﺭ ﻟﻠﺒﺎﺑﺎ..
.. قام اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﺴﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻜﻨﺴﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺰعمون..!
... بدأ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﻮﻋﻪ، ﺑﻞ ﻭﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻣﻠﻜﻪ، ﻓﻨﺼﺤﻪ ﻣﻘﺮﺑﻮﻩ ﺑﺎﻻﻋﺘﺬاﺭ اﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﺒﺎﺑﺎ..
 ... ﻗﺮﺭ الإمبراطور ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻣﺎﺷﻴﺎ ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ!  ﺣﺘﻰ ﻳﻈﻬﺮ ﻧﺪﻣﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻀﺎﺑﻪ ﻟﻠﺒﺎﺑﺎ.
.. ﺭﻓﺾ البابا ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔ،
ﻓﺒﻘﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ ﺧﺎﺭﺝ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺮ ﻭاﻟﺒﺮﺩ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﺢ ﻟﻪ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ،
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ اﺭﺗﻤﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻳﻘﺒﻞ ﻗﺪﻣﻲ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻟﻴﺼﻔﺢ ﻋﻨﻪ!!
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﺃﻣﺎﻡ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﻌﻈﻴﻢ
ﻟﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﻤﻠﻜﻪ..!

... ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺭﻭﻣﺎ كانت هي الكبري ، ﻭاﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاﺙ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﺩ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ،

 ﻛﺎﻧﺖ الكنيسة عبارة عن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺆﺩﻯ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎ اﻷﻣﻮاﻝ اﻟﻐﺰﻳﺮﺓ، وﺗﻤﻠﻚ اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ، ﻭﺗﻤﻠﻚ اﻟﻔﺮﻕ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ،
لذا ﺃﺻﺒﺤﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ اﺗﺤﺎﺩ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻭﻝ..!

أما اﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ والباباوات فكثير منهم كانوا ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﻞ ﻭاﻟﺘﺨﺒﻂ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﻱ ﻛﻔﺎءﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩاﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ..
.. بل وظهرت فيهم كثير من قضايا اﻟﻔﺴﺎﺩ اﻷﺧﻼﻗﻲ، ﺳﻮاء ﻓﻲ  اﻟﻤﺎﻝ ﺃﻭ اﻟﻨﺴﺎء.. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺣﻮاﺩﺙ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﺨﻠﺔ..
ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺪﻋﻮﻥ اﻟﺮﻫﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻳﻌﻠﻨﻮﻥ اﻋﺘﺰاﻟﻬﻢ ﻣﺘﻊ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻳﺸﻴﻌﻮﻥ اﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﻤﺘﻨﻌﻮﻥ ﻋﻦ اﻟﺰﻭاﺝ،
ﺛﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﺰﻧﺎ؛
(ﻭﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ اﺑﺘﺪﻋﻮﻫﺎ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﻻ اﺑﺘﻐﺎء ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ ﺭﻋﻮﻫﺎ ﺣﻖ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ) سورة الحديد..27.

... اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻭاﻟﺠﻬﻞ ﻭاﻟﺘﺨﻠﻒ كانت سمة ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻌﻮﺏ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺁﻧﺬاﻙ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻔﻬﻮﻡ اﻟﺪﻳﻦ عندهم ﻗﺎئم ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮاﻓﺎﺕ ﻭاﻷﺑﺎﻃﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﺮﺓ اﻷﺷﺒﺎﺡ ﻭاﻷﺭﻭاﺡ ﻭاﻟﺨﻮاﺭﻕ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺭﻳﻔﻲ ﺑﺴﻴﻂ،
 ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺘﺪﻧﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﺒﺎﺑﻮاﺕ ﻭاﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﺸﺮ اﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﻭاﻷﻭﻫﺎﻡ، ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻏﺴﻴﻞ العقول اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺤﻮ ﻛﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﻮﺏ.

(... اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ اﻻﻧﺘﻬﺎء،  وﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ اﻗﺘﺮﺏ ﺟﺪا،  وﻫﺬا ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻬﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ..)
ﻫﺬﻩ إشاعة بثتها الكنيسة وﺑﺪﺃﺕ الإنتشار ﻓﻲ أوروبا ﺳﻨﺔ (424ﻫـ) 1033ﻣ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺴﺮﻭﻥ ﻛﻞ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻭاﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ اﻹﺷﺎﻋﺔ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وﺣﺪﻭﺙ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻮاﻋﻖ ﺃﻭ اﻟﺰﻻﺯﻝ.

ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ كان لها أكبر اﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪاﺙ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻞ ﻭاﻟﺮﻋﺐ ﻭاﻟﻬﻠﻊ ﻋﻨﺪ ﻋﻤﻮﻡ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺧﻮﻓﻬﻢ اﻟﻤﻔﺮﻁ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ، ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺩﻭﺭ اﻟﺒﺎﺑﻮاﺕ ﻭاﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻭاﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻀﻐﻮﻁ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﺿﺮﺏ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﺗﺮ ﺑﺸﺪﺓ،
ﻭاﺳﺘﻐﻠﻮﻩ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ،
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺩﻓﻊ اﻷﻣﻮاﻝ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻭﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺻﻜﻮﻙ اﻟﻐﻔﺮاﻥ.. (تعالى الله عما يقولون ويفعلون ويفترون علوا كبير)

(ﺭﺣﻼﺕ اﻟﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻬﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ..)
كانت هذه ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﺎﻋﻬﺎ اﻟﺒﺎﺑﻮاﺕ ﻭاﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮﺏ وتكفير الخطايا والسيئات..
.. ﻛﺎﻧﺖ تلك الرﺣﻼﺕ ﺗﺴﺘﻐﺮﻕ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺟﻬﺪا ﻛﺒﻴﺮا ﻭﻭﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ، ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮاﺕ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ اﻟﻤﺎﻝ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ،
 ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﺣﻼﺕ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ اﻧﺘﺸﺮ اﺳﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺻﺎﺭ ﻣﺘﺪاﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻮﻡ اﻟﻨﺎﺱ.
وربما كان هذا تمهيدا نفسيا ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ اﻟﺤﺮﻭﺏ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ..

.. ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ (طهرها الله من دنس الصهاينة المجرمين) ﺻﺎﺭﺕ ﺣﻠﻤﺎ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬا - ﻻ ﺷﻚ - ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﺣﺠﻢ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ.

..بالمناسبة كان اﺳﺘﻘﺒﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ اﻟﺸﺎﻡ ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺤﺠﺎﺝ ﻃﻴﺒﺎ ﺟﺪا، ﻭﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻱ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ اﻟﺒﺎﺑﻮاﺕ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﻌﻮا؛ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﻮﻏﻮا ﻓﻜﺮﺓ اﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺭﺣﻼﺕ اﻟﺤﺞ ﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭﺭﺑﺎ..

.. اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺃﻟﻜﺴﻴﻮﺱ ﻛﻮﻣﻨﻴﻦ(الأرثوذكسي) ، ﻫﻮ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﺎﺻﺮ بداية اﻟﺤﺮﻭﺏ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ؛ تمت مراسلات بينه وبين اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺟﺮﻳﺠﻮﺭﻱ اﻟﺴﺎﺑﻊ (الكاثوليكي الغربي)، واستمرت كثيراً بينهما..
وحدث أن استغاث اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻲ ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ ﺿﺪ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، على الرغم من ﺷﺪﺓ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻫﺬا اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ ﻟﻜﻞ ﺑﺎﺑﻮاﺕ ﻭﻣﻠﻮﻙ ﻭﺷﻌﻮﺏ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ..
 وربما كانت استجابة الغرب له هو رغبتهم في ضم الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في كنيسة واحدة (كاثولوكية طبعاً)

.. اﻟﻮﺿﻊ السياسي ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺮﺩﻳﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺣﻴﺚ ﻓﻘﺪ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻛﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺻﺎﺭ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻣﺮاء اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ، ﻭﺗﻔﺘﺘﺖ اﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭاﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ، ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﺟﻴﺸﻪ اﻟﺨﺎﺹ.

.. اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ كان ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻ، ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﻗﻮﻱ ﻫﻮ ﻫﻨﺮﻱ اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺛﻢ اﺑﻨﻪ ﻫﻨﺮﻱ اﻟﺮاﺑﻊ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻥ اﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ ﻭﻗﺒﻴﻞ اﻟﺤﺮﻭﺏ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ؛ ﻭﻫﺬا ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﻮﺿﻊ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ،

.. ﻓﻲ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮا ﻇﻬﺮ ﻣﻠﻚ ﻗﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﻮ ﻭﻟﻴﻢ اﻟﻔﺎﺗﺢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺿﻊ ﺇﻧﺠﻠﺘﺮا اﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺌﺎ ﺟﺪا؛ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ.
ﺃﻣﺎ اﻟﺪﻭﻳﻼﺕ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺒﺬﻝ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ.

.. اﻟﻘﻮﺓ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ أقواهم وأشدهم رغبة في الحرب ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮﺭﻣﺎﻧﺪﻳﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ،
ﻭﺑﺎﻟﺬاﺕ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭ ﺯﻋﻴﻢ ﻗﻮﻱ ﺟﺪا ﻫﻨﺎﻙ ﻫﻮ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺟﻮﻳﺴﻜﺎﺭﺩ،
 ﻫﻮ واﺑﻨﻪ اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻮﻫﻴﻤﻮﻧﺪ، اﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﺮاء اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻷﻭﻟﻰ..

كان هذا هو حال الصليبين قبل الحرب... تابعونا..

#د_أسامة_محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox