ﻭﺻﻠﺖ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ..
... ﺃﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺻﺪﻣﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ.. ﻓﺒﻐﺪاﺩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ.. ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ!!..
... اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻼﻓﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ.. ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮاﺕ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪاﺩ ﻭﺃﺟﺰاء ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاﻕ ﻓﺈﻥ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﻣﺰا ﻫﺎﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..
... ﺃﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﺻﺪﻣﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ.. ﻓﺒﻐﺪاﺩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ.. ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ!!..
... اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻼﻓﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ.. ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺳﻨﻮاﺕ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪاﺩ ﻭﺃﺟﺰاء ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاﻕ ﻓﺈﻥ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺭﻣﺰا ﻫﺎﻣﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..
ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻼﻓﺔ ـ ﻭﻟﻮ ﺿﻌﻴﻔﺔ ـ ﻓﻘﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺗﺘﻘﻮﻯ ﻓﻴﻪ، ﺃﻭ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺭاﻳﺘﻬﺎ.. ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻏﺎﺑﺖ اﻟﺨﻼﻓﺔ.. ﻓﺎﻟﺘﺠﻤﻊ ﺻﻌﺐ.. ﺑﻞ ﺻﻌﺐ ﺟﺪا..
... ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ.. ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ..
... ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺧﻼﻓﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ اﻟﻨﺒﻮﺓ..
... ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ.. ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ..
... ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺧﻼﻓﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎﺝ اﻟﻨﺒﻮﺓ..
ﻇﻬﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﻏﺮﻳﺐ، ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﻭا ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ، ﻭاﻧﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ..
... ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻟﻠﺴﺎﻋﺔ، ﻭﺃﻥ "اﻟﻤﻬﺪﻱ" ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪا ﻟﻴﻘﻮﺩ ﺟﻴﻮﺵ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺎﺭ!!..
... ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﻫﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺑﻐﺪاﺩ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻟﻠﺴﺎﻋﺔ، ﻭﺃﻥ "اﻟﻤﻬﺪﻱ" ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪا ﻟﻴﻘﻮﺩ ﺟﻴﻮﺵ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺎﺭ!!..
ﺇﻥ ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﺒﺮﺭ ﻭاﺣﺪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺃﺣﺒﻄﻮا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮا ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﻢ.. ﻟﻘﺪ ﺃﻳﻘﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﻮﻻﻛﻮ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺑﺤﺜﻮا ﻋﻦ ﺣﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﺳﻬﻞ.. ﻭﻟﻴﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻞ ﻫﻮ: "اﻟﻤﻬﺪﻱ"، ﻓﻠﻨﻨﺘﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻤﻬﺪﻱ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﻘﺎﺗﻞ ﻣﻌﻪ.. ﺃﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻼ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ!..
... ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺮاﻗﺐ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ!!..
... ﺩﻋﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﺠﺰﺓ!!
... ﺇﺣﺒﺎﻁ.. ﻭﻳﺄﺱ.. ﻭﻗﻨﻮﻁ..
... ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..
... "ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ"..
... ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺮاﻗﺐ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ!!..
... ﺩﻋﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﺠﺰﺓ!!
... ﺇﺣﺒﺎﻁ.. ﻭﻳﺄﺱ.. ﻭﻗﻨﻮﻁ..
... ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..
... "ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ اﻟﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ"..
ﻋﻤﺖ اﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﺃﻃﺮاﻑ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ ﻛﻠﻪ.. ﻭﺗﺠﺪﺩﺕ - ﻭﻻ ﺷﻚ - اﻷﻃﻤﺎﻉ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭاﻟﺸﺎﻡ..
... ﻭﻗﺪ ﺯاﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻌﺎﻭﻧﻮﻥ ﻣﻊ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮﺓ.. ﻭﺩﺧﻞ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭﻣﻠﻚ اﻟﻜﺮﺝ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ اﻟﺘﺘﺎﺭ.. ﻭﺯاﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ ﺃﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ - ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ - ﺻﺪﻗﻮا ﻓﻲ ﻋﻬﻮﺩﻫﻢ.. ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻭﻋﺪﻭا اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻤﺴﻮﻫﻢ ﺑﺴﻮء ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭﺗﻢ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ،
ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻏﺪﻕ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ "ﻣﺎﻛﻴﻜﺎ" اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻗﺼﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺩﺟﻠﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺮﺃﻱ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ..
... ﻭﻗﺪ ﺯاﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻌﺎﻭﻧﻮﻥ ﻣﻊ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮﺓ.. ﻭﺩﺧﻞ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭﻣﻠﻚ اﻟﻜﺮﺝ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ اﻟﺘﺘﺎﺭ.. ﻭﺯاﺩ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺘﻬﻢ ﺃﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ - ﻭﻟﻠﻤﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ - ﺻﺪﻗﻮا ﻓﻲ ﻋﻬﻮﺩﻫﻢ.. ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻭﻋﺪﻭا اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻤﺴﻮﻫﻢ ﺑﺴﻮء ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭﺗﻢ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ،
ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻏﺪﻕ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ "ﻣﺎﻛﻴﻜﺎ" اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻗﺼﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺩﺟﻠﺔ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺮﺃﻱ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ..
...ﻛﻞ ﻫﺬا ﺩﻋﺎ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮا: ﺇﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻫﻢ ﺃﺩﻭاﺕ اﻟﻠﻪ ﻟﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻋﺪاء اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ...
ﻣﻊ ﺃﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮاﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ (المجر وبولندا وفي روسيا أيضاً) .. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺫاﻛﺮﺓ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ.. ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎﺳﻰ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺩاﻡ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﻰ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺩاﻡ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﻭاﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺩاﺋﻤﺎ..
ﻣﻊ ﺃﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮاﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ (المجر وبولندا وفي روسيا أيضاً) .. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺫاﻛﺮﺓ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ.. ﻟﻘﺪ ﺗﻨﺎﺳﻰ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺩاﻡ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﻰ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺩاﻡ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﻭاﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺩاﺋﻤﺎ..
... اﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭﺧﺮﺝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ﻭاﻟﺘﺪﻣﻴﺮ، ﻭﺑﺪﺃ اﻟﺠﻤﻴﻊ: اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻳﺮﺗﺒﻮﻥ ﺃﻭﺭاﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ..
... ﺃﻣﺎ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻘﺪ اﻧﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﻤﺬاﻥ ﺑﻔﺎﺭﺱ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻌﺔ "ﺷﻬﺎ" ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺑﺤﻴﺮﺓ "ﺃﻭﺭﻣﻴﺔ"، (ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎﻝ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻹﻳﺮاﻥ اﻵﻥ)، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺿﻊ اﻟﻜﻨﻮﺯ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ, ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ اﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭءﻭﺱ اﻷﻣﻮاﻝ...
... ﺃﻣﺎ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻘﺪ اﻧﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﻤﺬاﻥ ﺑﻔﺎﺭﺱ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻌﺔ "ﺷﻬﺎ" ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺑﺤﻴﺮﺓ "ﺃﻭﺭﻣﻴﺔ"، (ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎﻝ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻹﻳﺮاﻥ اﻵﻥ)، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺿﻊ اﻟﻜﻨﻮﺯ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ, ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ اﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭءﻭﺱ اﻷﻣﻮاﻝ...
... ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺮﻙ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺗﺘﺮﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﻮﺓ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.. ﻭاﻟﺨﻄﻮﺓ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺮاﻕ- ﻻ ﺷﻚ- ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ (اﻟﺸﺎﻡ..) ﻓﺒﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ ﺩﺭاﺳﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ..
وقد تحدثنا سابقاً في الحلقات #التتار_والواقع
من(1) إلى (9) ما فعله المغول مع بلاد الشام، وخيانة الملوك فيها.. وجهاد آخرين في سبيل الله.. لمن أراد أن يرجع إلى تلك الحلقات..
لنترك المشرق العربي كله الآن ونرحل إلى مصر.. لنعرف حالها وحال ملوكها وشعبها وكيف استعدت للقاء المغول..
من(1) إلى (9) ما فعله المغول مع بلاد الشام، وخيانة الملوك فيها.. وجهاد آخرين في سبيل الله.. لمن أراد أن يرجع إلى تلك الحلقات..
لنترك المشرق العربي كله الآن ونرحل إلى مصر.. لنعرف حالها وحال ملوكها وشعبها وكيف استعدت للقاء المغول..
بالمناسبة ولد عثمان بك بن أرطغرل بن سليمان شاه مؤسس الدولة العثمانية في عام 656 هـ وهو العام الذي سقطت فيه بغداد..
تابعونا
#د_أسامة_محمد
#د_أسامة_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق