التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

8- ﻫﻮﻻﻛﻮ يراجع و ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ أوراقه..

ﺭﺟﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺬاﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺮاﻥ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎﺩﺓ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻹﺩاﺭﺓ ﺷﺌﻮﻥ اﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻕ اﻷﻭﺳﻂ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (450) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاﺩ،
 ﻭﺑﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ يراجع و ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ أوراقه..
ومنها انطلق ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺗﺮﻛﻴﺎ، 
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺣﻠﻴﻔﻪ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻲ اﻷﻣﻴﺮ ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﻝ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺿﺮﺏ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻣﻌﺴﻜﺮﻩ ﺧﺎﺭﺝ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، 
 ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﺒﺤﺚ اﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻕ اﻷﻭﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﺴﺐ اﻟﺮﺅﻳﺔ اﻟﺘﺘﺮﻳﺔ،
بدأ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ المناطق ﻳﺘﻮاﻓﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻻﻛﻮ، 
ﻓﺠﺎء ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ، ﻭﺟﺎء ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ، 
ﻭﺟﺎء ﺃﻣﻴﺮا اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﻥ: ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻭﻗﻠﺞ ﺃﺭﺳﻼﻥ اﻟﺮاﺑﻊ، ﻭﻫﺬاﻥ ﺑﻼﺩﻫﻤﺎ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻷﻧﻄﺎﻛﻴﺔ.
ﻭﺑﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻭاﻣﺮ ﻭاﻟﻘﺮاﺭاﺕ ﻭاﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ولا يستطيع أحد أن يبدي اعتراضاً..
ﺃﻭﻻ: ﻳﻜﺎﻓﺄ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻫﻴﺜﻮﻡ ﺑﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ الغنائم ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻟﻤﺴﺎﻋﺪاﺕ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﺭﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺑﻐﺪاﺩ، ﺛﻢ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺎﻧﻲ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ.. 
 ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪا اﻟﻤﺪﻥ ﻭاﻟﻘﻼﻉ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﺘﺤﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ، ﻭﻫﺬا ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻠﻚ اﻷﺭﻣﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ اﻟﺒﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، 
 ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺮﺻﺔ واحدة ﻭاﺭﺩﺓ ولا شاردة للإعتراض ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﻠﻤﺎ اﻟﻤﺪﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻳﻜﺎﻓﺄ ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﻟـ ﻫﻮﻻﻛﻮ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ اللاذقية اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، 
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﺮﺭﺕ ﻣﻦ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺻﻼﺡ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻇﻠﺖ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ، 
 ﺛﻢ ﺃﻫﺪﻳﺖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ.
اﻟﻘﺮاﺭ اﻟﺮاﺑﻊ : ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺮاﺭا ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ، 
 وهو ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﺻﻼ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﺣﺎﻛﻢ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻟﻴﺲ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ، 
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺪﺭ ﻗﺮاﺭ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ ﻭﺗﻌﻴﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺟﺪﻳﺪ،
ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺇﻥ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﺮﻳﺐ ﺟﺪا، ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، 
 ﻳﻌﻨﻲ: ﺃﻧﻪ ﻋﻴﻦ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺃﺭﺛﻮﺫﻭﻛﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻛﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪا ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ،
ﺃﻭﻻ: ﻹﺫﻻﻝ ﺃﻣﻴﺮا ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺎ ﻭﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻈﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﺯﻋﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭﻩ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ اﺳﺘﻘﺮاﺭا ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ؛ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻭ ﻣﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﻏﺒﺘﻪ. 
 ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺻﺪاﻗﺔ ﻭﺟﻮاﺭ ﻣﻊ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﺣﺎﻛﻢ اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻫﻮﻻﻛﻮ اﻗﺘﺤﺎﻡ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭﻳﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
 ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻯ ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺮاﺽ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻣﺮاء اﻹﻣﺎﺭاﺕ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻌﺘﺮﺿﻴﻦ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻜﻼﻣﻬﻢ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ...
وبعد هذا الاجتماع بدأ في إنهاء ملف حماة وحلب ودمشق والملك الناصر يوسف الرابض بجيشه في شمال دمشق..
وللحديث بقية.. إن شاء الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox