التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الاثنين، 17 يوليو 2017

4- اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ وخذلانه للمسلمين

ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻴﻞ اﻟﺨﺰﻱ ﻭاﻟﻌﺎﺭ والخوف والرعب اﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺣﺎﻛﻢ ﺣﻠﺐ ﻭﺩﻣﺸﻖ، 
 ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑـ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﻋﻼﻗﺎﺕ اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭاﻟﺠﻮاﺭ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺇﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺟﺪا ، وﻋﻼﻗﺎﺕ اﻟﺪﻡ ﻭاﻟﺮﺣﻢ، 
 ﻓﻜﻼ اﻷﻣﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﻳﻮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻋﻬﺪﻫﻤﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪا ﺑﺠﺪﻫﻤﺎ اﻟﺒﻄﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺻﻼﺡ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺇﻻ (70) ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ،
ليس ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻠﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻱ ﻣﺒﺮﺭاﺕ ﻟﻠﺘﺨﺎﺫﻝ ﻋﻦ ﻧﺼﺮﺓ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻘﻞ.
ﻃﻠﺐ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺇﻣﺪاﺩﻩ، ﺑﺎﻟﻐﺬاء ﻭاﻟﺴﻼﺡ ﻭاﻷﺩﻭﻳﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺮﺭﻭا ﻣﻦ اﻟﺤﺼﺎﺭ، 
 ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺭﻓﺾ ﺭﻓﻀﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺻﺮﻳﺤﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﻳﻔﻜﺮ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻉ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻭاﺷﺘﺮﻯ ﻭﺩ اﻟﺘﺘﺎﺭ..
والعجب أيضاً ﻣﻦ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻓﺄﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ؟ ﻓﺄﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺐ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ؟
 ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺻﻼﺕ ﺭﺣﻢ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻓﺤﺘﻰ اﻟﻔﻄﺮﺓ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻳﻤﺪﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭاﻟﺴﻼﺡ ﻭاﻟﺪﻭاء، 
ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮﺭﺓ اﻟﻮﺿﻴﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺧﻼﻕ، 
 ﻓﻠﻤﺎﺫا ﺳﻜﺘﺖ اﻟﺸﻌﻮﺏ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻟﻨﺠﺪﺓ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﺑﻞ ﻭﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻡ ﻭاﻟﻨﺴﺐ ؟
اﻟﺸﻌﻮﺏ لم ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺐ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺃﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺑﺄﻱ ﺻﻮﺭﺓ...
ﻭﻋﻠﻤﺎء اﻟﺤﻜﺎﻡ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻨﻌﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺤﺴﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺇﺩاﺭﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء اﻟﺤﻜﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻠﻮﻣﻮﻥ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻮﺭﻩ ﻭﺩﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﻛﺮاﻣﺔ ﺷﻌﺒﻪ، ﺑﻞ ﻭﻋﻦ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ،
استمر الحصار 18 شهرا (عام ونصف العام).. 
 تخيلوا.. سقطت ميافارقين.. صامدة صابرة محتسبة للجهاد في سبيل الله تشكو إلى الله خذلان المسلمين لهم..؛؛
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox