التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الأحد، 23 يوليو 2017

31_ حتمية الجهاد.. والوقت الضائع

اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ ﺁﻧﺬاﻙ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺒﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺿﺨﻤﺎ.. ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻧﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.. كانت ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺪﻥ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﺯﺩﺣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، ﻫﺬا ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻥ ﻭاﻟﻘﺮﻯ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ..
ﻛﺎﻧﻮا ﺷﻌﺒﺎ ﻣﺘﺮﻓﺎ.. ﺃﻟﻒ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﺪﻋﺔ ﻭاﻟﻬﺪﻭء ﻭاﻟﺮاﺣﺔ.. اﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺪﻳﻨﻪ اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﻈﺮﻱ، ﻭﺣﻀﻮﺭ اﻟﺼﻠﻮاﺕ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﻗﺮاءﺓ اﻟﻘﺮﺁﻥ،
ﻭﻏﻴﺮ اﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺪﻳﻨﻪ ـ ﻭﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ ـ ﻋﺎﺷﻮا ﻟﺸﻬﻮاﺗﻬﻢ ﻭﻣﻠﺬاﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻨﺎﻓﺴﻮا ﻓﻲ ﺃﻟﻮاﻥ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭاﻟﺜﻴﺎﺏ، ﻭﻓﻲ ﺃﻋﺪاﺩ اﻟﺠﻮاﺭﻱ ﻭاﻟﻐﻠﻤﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭاﻟﺤﺪاﺋﻖ ﻭاﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭاﻟﺪﻭاﺏ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﻰ ﺑﺴﻤﺎﻉ اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭاﻷﻟﺤﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﻤﺎﻉ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ اﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ اﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ..
ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻇﻠﻮا ﻗﺮاﺑﺔ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻋﻦ اﻟﻤﺬاﺑﺢ اﻟﺒﺸﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ.. سمرقند.. بخاري.. مرو.. ﻭﺃﻭﺯﺑﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭاﻟﺘﺮﻛﻤﻨﺴﺘﺎﻥ ﻭﻓﺎﺭﺱ ﻭﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﻭاﻟﺸﻴﺸﺎﻥ.. ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا.. ﻭﺳﻤﻌﻮا ﻋﻦ ﺳﺒﻲ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ، وﺧﻄﻒ اﻷﻃﻔﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،واﻏﺘﺼﺎﺏ ﺑﻨﺎﺕ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، و ﺳﺮﻗﺔ اﻷﻣﻮاﻝ، ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻭﺣﺮﻕ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا..
ﺑﻞ ﺳﻤﻌﻮا ﺃﻥ ﺧﻠﻴﻔﺘﻬﻢ "اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ" ﺟﺪ "اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ" ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺨﻮاﺭﺯﻣﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا!!..
"ﻛﻤﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺗﺪاﻥ"
ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﻳﺬﻭﻕ ﻓﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﻮﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺑﻞ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪﻭﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.. ﻭﻫﻜﺬا ﺗﺪﻭﺭ اﻟﺪﻭاﺋﺮ..
إن الشعوب اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺜﻮﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺸﻬﺎ ﺷﻌﻮﺏ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺃﺳﻬﺎ..
... ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﻓﺠﺄﺓ ﺟﻴﺶ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻗﺒﺎﻟﺔ اﻷﺳﻮاﺭ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ "ﺑﻐﺪاﺩ"، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 12 ﻣﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 656 ﻫﺠﺮﻳﺔ..
ﻭﺑﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ ﻧﺼﺐ ﻣﻌﺪاﺕ اﻟﺤﺼﺎﺭ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺣﻮﻝ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺟﺎء ﻛﺬﻟﻚ "ﻛﺘﺒﻐﺎ" ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﺡ اﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻟﻴﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ..
كان مسيرة هذا الجيش 450 كم ولم يدر به الجيش المسلم إلا على أبواب بغداد.. مسيرة يوم واحد..
اﺭﺗﺎﻉ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﻭﻋﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻋﺎﺟﻼ ﻃﺎﺭﺋﺎ، ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﻮﺯﻳﺮ اﻟﺨﺎﺋﻦ ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ!..
... ﻣﺎﺫا ﻧﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ؟
بالطبع كان اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ ﻭﺑﻄﺎﻧﺘﻪ ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﻣﻬﺎﺩﻧﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ "ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺳﻼﻡ" ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ، ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ، ﻭﻛﺎﻥ العلقمي الرافضي ﻳﻮﺳﻊ اﻟﻔﺠﻮﺓ ﺟﺪا ﺑﻴﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻛﻲ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ.
... ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺮﺃﻱ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻉ.. اﻟﺴﻼﻡ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮﻭﻁ!
... ﻟﻜﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻻ ﻳﻨﻌﺪﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ..
.. ﻗﺎﻡ ﺭﺟﻼﻥ ﻣﻦ اﻟﻮﺯﺭاء ﻭﺃﺷﺎﺭا ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﺤﺘﻤﻴﺔ اﻟﺠﻬﺎﺩ..  ﻗﺎﻡ "ﻣﺠﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ" ﻭ"ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺷﺎﻩ" ﻳﺤﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ.. ﻧﻌﻢ ﺟﺎءﺕ اﻹﺷﺎﺭﺓ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ.. ﺑﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪا.. ﻷﻥ ﺯﻣﻦ اﻹﻋﺪاﺩ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ، ﻭﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ اﻻﺧﺘﺒﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻌﻠﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺸﻴﺮاﻥ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪ..
... اﺣﺘﺎﺭ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺛﻢ اﺳﺘﻘﺮ ﺃﺧﻴﺮا..على الجهاد..
ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ "ﻣﺠﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ" ﻟﺘﻼﻗﻲ ﺟﻴﺶ ﻫﻮﻻﻛﻮ اﻟﻤﻬﻮﻝ..
ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻭاﺳﺘﻌﺪاﺩﻩ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺟﺎءﺕ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ "ﻣﺠﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ" ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻴﺸﺎ ﺗﺘﺮﻳﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻫﻮ ﺟﻴﺶ "ﺑﻴﺠﻮ" اﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻋﺒﺮ ﺃﺭاﺿﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺷﻤﺎﻝ اﻟﻌﺮاﻕ،
سار جيش بيجو مسافة 950 كم عبر الأراضي الإسلامية في الأناضول والعراق ولم ترصده المخابرات المسلمة إلا على بعد 50 كم فقط!!! وهذه دليل خيانة أمير الموصل وأمراء السلاجقة الذين مر الجيش عبر أراضيهم ولم يخبروا الخليقة بذلك.. بل ذللوا له طريق الحرب.. بل حاربوا معه..!!!
ﻭﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺑﻐﺪاﺩ ﻭﺻﻠﺖ اﻷﺧﺒﺎﺭ ﺇﻟﻰ "ﻣﺠﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ".. فماذا يفعل...؟
تابعونا..
#د_أسامة_محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox