التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الاثنين، 31 يوليو 2017

وادي برباط.. وروعة الإعداد والنصر..


امتلأ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﻟﻴﺎﻥ (حاكم مدينة سبتة) ﺣﻘﺪا ﻋﻠﻰ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﺣﺎﻛﻢ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ..
والسبب أن ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻗﺘﻞ ﻏﻴﻄﺸﺔ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ يحكم الأندلس ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﻏﻴﻄﺸﺔ ﻭﻳﻮﻟﻴﺎﻥ،
... واستنجد ﺃﻭﻻﺩ ﻏﻴﻄﺸﺔ  ﺑـ ﻳﻮﻟﻴﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻟﺬﺭﻳﻖ، ﺇﺫ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﻢ ﻃﺎﻗﺔ ﺑـ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮﻟﻴﺎﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﺑـ ﻟﺬﺭﻳﻖ.

أرسل يوليان ﺭﺳﻼ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ لتتفاوض ﻣﻌﻪ، ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺭﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،
ﻓﻌﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ
اﻷﻣﺮ اﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﻪ ﻣﻴﻨﺎء ﺳﺒﺘﺔ،
اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻳﻤﺪﻩ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺴﻔﻦ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺒﻮﺭ ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺇﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ،
اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ اﻷﻧﺪﻟﺲ،

(كان موسى بن نصير وطارق بن زياد في منتهى الحذر من يوليان واختبر كثيرا في أكثر من موقف إلا أنه اثبت صدقه فيها)

فسبحان الله العظيم انحلت  ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﻖ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ (ﻭاﻟﻲ ﻃﻨﺠﺔ) ليدخل إلى أرض الأندلس فاتحاً.

ﺑﺪﺃ جيش طارق بن زياد ﻳﻌﺒﺮ ﻣﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺳﻨﺔ 92 ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮﺓ..
ﻭﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺮﻑ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺠﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻭاﻟﻤﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﺇﻟﻰ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺑﻤﻀﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ،

... اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﺰﻳﺮﺓ اﻟﺨﻀﺮاء ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﺑﻞ ﺣﺎﻣﻴﺔ نصرانية ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺠﻨﻮﺏ..
... ﻋﺮﺽ طارق بن زياد رحمه الله ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﻮﺭا ﻭﻫﻲ: ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻛﻞ ﺃﻣﻼﻛﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻳﻨﻮا ﺑﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ..

ﺃﻭ ﺗﺪﻓﻌﻮا اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻟﻜﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ.

ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻮا ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﻻ ﻧﺆﺧﺮﻛﻢ ﺇﻻ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺓ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.

ﻓﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻘﻮﻁ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ذلك اﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﺧﺬﺗﻬﻢ اﻟﻌﺰﺓ ﻓﺘﺠﻬﺰﻭا ﻟﻘﺘﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ..  ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﺟﻞ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻘﻮﻃﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ..

.. أرسل ﺯﻋﻴﻢ اﻟﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﺰﻣﻦ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺑﻼﺩ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻛﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺒﻠﺪ،

... ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ: ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻳﺎ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﻮﻡ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء؟!

(.. كان من المتعارف عليه ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻔﺎﺗﺢ ﺃﻭ اﻟﻤﺤﺘﻞ ﻟﺒﻠﺪ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺧﻴﺮاﺗﻪ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻪ ﺛﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻭﻳﺬﺑﺢ ﺃﺑﻨﺎء ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ،
...ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻌﻮا اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ،

ثم ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻫﺒﺎﻥ، ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ اﻷﺷﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺮﺳﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻼ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء؟)

ﻭﺻﻠﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻓﺠﻦ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺃﺧﺬﻩ اﻟﻐﺮﻭﺭ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، (وقيل سبعين ألف مقاتل)
ﻭﺟﺎء ﺑﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮﺏ،

.. ﺃﻣﺎ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻓﺈﻥ ﻋﺪﺩ ﺟﻴﺸﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻻ ﺧﻴﻮﻝ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺪﺩ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻧﺼﻴﺮ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺭﺟﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻃﺮﻳﻒ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ اﻛﺘﺸﻒ ﺃﺭﺽ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ.
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﻮاﻣﻪ 12000 ﻣﻘﺎﺗﻞ،

... أخذ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ: ﺑﻮاﺩﻱ ﺑﺮﺑﺎﻁ، ﻭﺗﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ: ﻭاﺩﻱ ﻟﺒﺘﺔ ﺃﻭ ﻭاﺩﻱ ﻟﻜﺔ ﺃﻭ ﻭاﺩﻱ ﻟﻜﺔ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻨﺎﺳﺐ؛
ﻷﻥ ﻓﻲ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ -ﺃﻱ: ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭاﻟﺸﺮﻕ- ﺟﺒﻼ ﺿﺨﻤﺎ ﻳﺤﻤﻲ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻳﺤﻤﻲ اﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻒ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻓﻲ ﻣﻴﺴﺮﺓ اﻟﻮاﺩﻱ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺟﺪا ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻒ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﻴﺴﺎﺭ...

ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻮاﺩﻱ ﻓﺮﻗﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻃﺮﻳﻒ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻓﻴﺒﺎﻏﺖ ﻇﻬﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،

ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﻣﺎﻣﻪ اﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺪﺭﺝ ﻗﻮاﺕ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻼ ﻳﻠﺘﻒ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺭﺽ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺩﺭﺳﻮﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﺮﻓﻮﻫﺎ.

(ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﻃﺎﺭﻕ اﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻴﺪاﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﺠﺎﺑﻬﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻻﺿﻄﺮاﺭ لا اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ)

ﺟﺎء ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺎﺭﺱ، ﺟﺎء ﻭﻣﻌﻪ اﻟﺒﻐﺎﻝ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺒﺎﻝ، ﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﺧﺬﻫﻢ ﻋﺒﻴﺪا ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻭاﺩﻱ ﺑﺮﺑﺎﻁ،
... ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﻣﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺒﺲ اﻟﺘﺎﺝ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻭاﻟﺜﻴﺎﺏ اﻟﻤﻐﺸﺎﺓ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭاﻟﺤﺮﻭﺏ.

.. ﺗﻢ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ 28 ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 92 ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮﺓ، وﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺃﻭ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻭاﻧﺘﺼﺎﺭاﺕ ﻭﺷﻬﺮ ﻗﻴﺎﻡ ﻭﺻﻴﺎﻡ ﻭﻗﺮﺁﻥ،

... ﺩاﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺱ اﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻭاﺩﻱ ﺑﺮﺑﺎﻁ أو وداي لكة.. ﻓﻲ 28 ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﺴﻨﺔ 92ﻫﺠﺮﻳﺔ... بين ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ 12000 ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ 100000 ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻘﻮﻁ..

.. استمرت اﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ اﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ (ربع الجيش المسلم)
ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺩاﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻭﺟﻴﺸﻪ.. وحدثت بعض الخيانات في جيشه..
ﻭﻗﻴﻞ ﺃﻥ ﻟﺬﺭﻳﻖ ﻏﺮﻕ ﻭﻗﺘﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻴﺸﻪ..أو ألقوا في البحيرة.. وقيل قتل منهم أربعين ألفاً..
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺗﻌﻘﺐ ﻃﺎﺭﻕ ﻓﻠﻮﻝ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻘﻮﻃﻲ اﻟﺘﻲ ﻻﺫﺕ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺭ. ﻭﺳﺎﺭ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺎﺗﺤﺎ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺰﻳﺮﺓ اﻹﻳﺒﻴﺮﻳﺔ..

... ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻔﺘﺢ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺘﻤﻜﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺗﻐﻠﻐﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ.

صدق اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ في وعودهم ﻭﻭﻓﻮا ﺑﻌﻬﻮﺩﻫﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﻳﻠﻴﺎﻥ ﻭﺃﺑﻨﺎء ﻏﻴﻄﺸﺔ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭا ﻟﻬﺆﻻء ﺿﻴﺎﻉ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻭاﺣﺘﺮﻣﻮا ﺗﻌﻬﺪاﺗﻬﻢ ﻟﻴﻠﻴﺎﻥ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻩ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ اعتنقت ﺳﻼﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﺎﻥ ﻭﺃﺑﻨﺎء ﻏﻴﻄﺸﺔ اﻹﺳﻼﻡ، وحسن إسلام كثير منهم..

#د_أسامة_محمد


Posted by Dr. Osama Mohammed

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox