التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الأحد، 23 يوليو 2017

22_ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ يتولى الخلافة

ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻨﺔ (622ﻫـ) ﺗﻮﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻈﺎﻟﻢ اﻟﻔﺎﺳﺪ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻠﻪ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻼﺩ (47) ﺳﻨﺔ،
ﻭﺗﻮﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪﻩ اﺑﻨﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺗﻘﻴﺎ، ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻝ ﻭاﻹﺣﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻠﻴﻞ.
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ: ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻞ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺜﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺻﺎﺩﻗﺎ،
ﻓﻘﺪ ﺭﻓﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ، ﻭﺃﻋﺎﺩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ، ﻭﺃﺧﺮﺝ اﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮﻥ،
ﻭﺗﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮاء، ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ: ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻔﺎﺳﺪ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﺠﺐ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺮ ﻣﺪﺓ ﺧﻼﻓﺘﻪ؛
ﻷﻥ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺧﻼﻓﺘﻪ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺎﺳﺪا ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ.
ﻭﺻﺪﻕ ﻇﻦ اﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ، ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ فقط..
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ اﻟﺮﻭاﺓ: ﺭﺧﺼﺖ اﻷﺳﻌﺎﺭ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ, ﻓﺘﺤﺴﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاﻕ ﻓﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﺷﻬﻮﺭ،
ﻭﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭاﺕ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻞ،
ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺳﻨﻨﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﻭﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ.
ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ.
وﻓﻲ ﺳﻨﺔ (624ﻫـ) ﺣﺪﺙ ﺃﻣﺮ ﻫﺎﻡ ﻭﻣﺤﻮﺭﻱ
.. ﺗﻮﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺘﺘﺮﻱ اﻟﻤﺠﺮﻡ اﻟﺴﻔﺎﺡ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ (72) ﺳﻨﺔ،
ﻣﻸﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ﻭاﻟﺴﻔﻚ ﻭاﻟﻘﺘﻞ ﻭاﻟﺴﻠﺐ ﻭاﻟﻨﻬﺐ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻭاﺳﻌﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﺏ، ﻭﺑﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﺟﻢ اﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺑﻤﻮﺕ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻫﺪﺃﺕ اﻷﻣﻮﺭ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ،تقريبا لمدة 3 سنوات.. ﻭاﺣﺘﻔﻆ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﻣﻠﻜﻮﻩ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﻂ ﺇﻳﺮاﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻼﻝ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺒﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻳﺮاﻥ ﻭﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﻗﺰﻭﻳﻦ، ﻭﻭﻗﻒ اﻟﻘﺘﺎﻝ بينهم..
وظل اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻬﺪﻭﻩ ﻣﻦ اﻟﺨﻼﻑ ﻭاﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭاﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺳﻮء اﻷﺧﻼﻕ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮا ﻣﺼﻴﺒﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻟﺠﻤﻊ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺑﻼﺩﻫﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻐﻠﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺑﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ.
#د_أسامة_محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox