التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الأحد، 23 يوليو 2017

34_ استباحة بغداد.. ونهايتها

ﺃﻟﻘﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻼﺡ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺘﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﻮﺓ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ اﻧﺴﺎﺏ ﺟﻨﺪ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺇﻟﻰ ﺷﻮاﺭﻉ ﺑﻐﺪاﺩ ﻭﻣﺤﺎﻭﺭﻫﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ..
ﺃﺻﺪﺭ اﻟﺴﻔﺎﺡ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻣﺮﻩ اﻟﺸﻨﻴﻊ "ﺑﺎﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺑﻐﺪاﺩ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ".. ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺘﺘﺮﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء.. ﻳﻘﺘﻞ.. ﻳﺄﺳﺮ.. ﻳﺴﺒﻲ.. ﻳﺮﺗﻜﺐ اﻟﻔﻮاﺣﺶ.. ﻳﺴﺮﻕ.. ﻳﺪﻣﺮ.. ﻳﺤﺮﻕ.. ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺪا ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻬﻤﺞ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﻩ ﻓﻠﻴﻔﻌﻠﻮﻩ!!..
ﻭﻓﻌﻞ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻋﻘﻞ!!..
... ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻳﺘﻌﻘﺒﻮﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﻣﻴﺪاﻥ.. ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﺃﻭ ﺣﺪﻳﻘﺔ.. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﻣﻜﺘﺒﺔ.. ﻭاﺳﺘﺤﺮ اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.. ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ، ﻓﻜﺎﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻭﻳﻐﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ اﻷﺑﻮاﺏ،
ﻓﻴﺤﺮﻕ اﻟﺘﺘﺎﺭ اﻷﺑﻮﺏ ﺃﻭ ﻳﻘﺘﻠﻌﻮﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻴﻬﺮﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻄﺢ اﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻓﻴﺼﻌﺪ ﻭﺭاءﻫﻢ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﺛﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻄﺢ..
ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﺯﻳﺐ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ (ﻭاﻟﻤﻴﺎﺯﻳﺐ ﻫﻲ ﻗﻨﻮاﺕ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﺳﻘﻒ اﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻟﻴﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎء اﻟﻤﻄﺮ، ﻭﻻ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻓﻮﻕ اﻷﺳﻄﺢ)..
... ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺟﺎﻝ اﻷﻗﻮﻳﺎء ﻓﻘﻂ.. ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻜﻬﻮﻝ ﻭاﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﻨﺴﺎء ﺇﻻ ﻣﻦ اﺳﺘﺤﺴﻨﻮﻩ ﻣﻨﻬﻦ؛ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺄﺧﺬﻭﻧﻬﺎ ﺳﺒﻴﺎ.. ﺑﻞ ﻭﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻷﻃﻔﺎﻝ.. ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ اﻟﺮﺿﻊ!!..
... ﻭﺟﺪ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﻦ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻃﻔﻼ ﺣﺪﻳﺜﻲ اﻟﻮﻻﺩﺓ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺟﺎﻧﺒﻲ، ﻭﻗﺪ ﻗﺘﻠﺖ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻘﺘﻠﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ!!.
... ﻭﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪﺩ اﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺸﻊ..
... ﻭﻣﺮ اﻟﻴﻮﻡ اﻷﻭﻝ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭاﻟﻌﺎﺷﺮ.. ﻭاﻟﻘﺘﻞ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ.. ﻭاﻹﺑﺎﺩﺓ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ..
ﻭﺳﻴﻖ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ "اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ" ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺗﻤﺘﻪ اﻟﺸﻨﻴﻌﺔ.. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺘﻪ، ﻭﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺩاﺭ ﺧﻼﻓﺘﻪ، ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﻋﻘﺮ ﺑﻴﺘﻪ..
... ﺃﺻﺪﺭ اﻟﺴﻔﺎﺡ ﻫﻮﻻﻛﻮ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ.. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻮاﻧﻪ ﺑﺸﻲء ﻋﺠﻴﺐ..! ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻮ ﺳﺎﻟﺖ ﺩﻣﺎء اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﻴﻄﻠﺒﻮﻥ ﺛﺄﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻮ ﺗﻘﺎﺩﻡ اﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻗﺘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﻴﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪﻣﺎء.. ﻭﻻ ﺩاﻋﻲ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ اﻟﺴﻴﻒ..
ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﺪﺟﻞ .. ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺩﻡ ﺧﻠﻴﻔﺘﻬﻢ، ﺑﻞ ﻭﺩﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺼﺮﻑ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺘﻠﻬﻢ..
... ﻟﻜﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ اﺳﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ..
... ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ "ﺭﻓﺴﺎ ﺑﺎﻷﻗﺪاﻡ"!!!..
... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﺿﻊ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ، ﻭﺑﺪﺃ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻳﺮﻓﺴﻮﻧﻪ ﺑﺄﻗﺪاﻣﻬﻢ.. حتى اﻟﻤﻮﺕ!!..
... ﺇﻥ ﺑﻐﺪاﺩ ﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻘﻂ!!
... ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﺃﺧﺮ ﺧﻠﻔﺎء ﺑﻨﻲ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ.. وهو السابع والثلاثين من الخلفاء العباسيين..
... ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻌﻪ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ!..
... ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﻐﺪاﺩ ﻷﺑﻮاﺑﻬﺎ.. ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 14 ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 656 ﻫﺠﺮﻳﺔ..
... ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ اﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﺑﻘﺘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻫﻮﻻﻛﻮ - ﻟﻌﻨﻪ اﻟﻠﻪ - ﺑﺎﺳﺘﻤﺮاﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ.. ﻓﻬﺬﻩ ﺃﺿﺨﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎﻥ.. ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ..
... ﻭاﺳﺘﻤﺮ اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ..
... ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ (ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﻠﻢ..!!) ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎء ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ!!!..
... ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻘﻂ!!..
... ﻭﺗﺨﻴﻞ ﺃﻣﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻘﻂ..
... ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ!..
... ﻧﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻤﺼﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ اﻵﻥ ـ ﻣﻬﻤﺎ اﺷﺘﺪﺕ ـ ﻓﻬﻲ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ.. ﻭﺳﻨﺮﻯ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺼﻴﺒﺔ.. ﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻧﻨﺎ - ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ - ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺒﻨﺎ ﺃﻗﺪﺭ..
ﻭﻟﻠﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﺞ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ ﺇﻻ اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ!..! أو من دخل في حماية ابن العلقمي الرافضي..
... ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء اﺗﺠﻪ ﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻌﻤﻞ ﺇﺟﺮاﻣﻲ ﺁﺧﺮ.. ﻋﻤﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺒﺮﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻗﺪ ﺃﻛﻞ اﻟﺤﻘﺪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..
#د_أسامة_محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox