التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

السبت، 29 يوليو 2017

بلاط الشهداء.. والتهافت على الغنائم


ﻭﺣّﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻐﺎﻓﻘﻲ المسلمين في الأندلس،
ﻭﻇﻦ ﺃﻥ اﻟﻘﻮﺓ ﻗﺪ اﻛﺘﻤﻠﺖ..
ﺃﺧﺬ جيشه ﻭاﻧﻄﻠﻖ به ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻴﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﻔﺘﻮﺡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺩﺧﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ،

.. ﻓﺘﺢ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻠﻮ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؛ ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺁﺭﻝ، ﺛﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺩﻭ، ﻭاﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ اﻵﻥ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ، ﺛﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻠﻮﺷﺔ، ﺛﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﺭ، ﺛﻢ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﻏﺮﺏ ﺑﺎﺭﻳﺲ، ﻭاﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﺣﻮاﻟﻲ (1000) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ،

ﺗﻮﻏﻞ رحمه الله ﺟﺪا ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﺸﻤﺎﻝ اﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﻋﺴﻜﺮ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺒﻼﻁ (ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻘﺼﺮ).. وﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﺮ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻬﺠﻮﺭ،

ﺑﺪﺃ الغافقي ﻳﻨﻈﻢ ﺟﻴﺸﻪ ﻟﻴﻼﻗﻲ ﺟﻴﺶ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻐﺎﻓﻘﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻼﺩ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ.

دبت مشكلة خطيرة ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻐﺎﻓﻘﻲ وﻫﻲ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﻏﻨﻤﻮﻫﺎ، ﻭاﻓﺘﺘﺎﻧﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ اﻷﻣﻮاﻝ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﻓﺮﻧﺴﺎ،
ﻭاﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺮﺓ اﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻟﻮﺿﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ،

ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻐﺎﻓﻘﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺟﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻣﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ، ﻣﺎ ﺟﺌﻨﺎ ﺇﻻ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻟﺘﻌﺒﻴﺪ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻟﺮﺏ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،

ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﻔﺰ اﻟﺠﻴﺶ ﻭﻳﺤﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺧﺬ اﻟﺠﻴﺶ ﻭاﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﺃﻧﻒ اﻟﺠﻨﻮﺩ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻣﻮﺭ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﻲ اﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺮﺏ ﻭاﻟﺒﺮﺑﺮ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺪﺩﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻮﺯﻉ.

... دب الإختلاف بينهم ، فكان كل ﻭاﺣﺪ منهم ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ الآخر ، ﻭﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺸﻲء اﻷﻛﺜﺮ، ﻭﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻧﺴﺒﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ..
ﻓﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺎ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﺮﺑﺮﻱ ﻭاﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻓﻀﻞ، ﻭاﻟﺒﺮﺑﺮ ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺘﺤﻨﺎ اﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻧﺴﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ اﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻣﺎ ﻓﺮﻗﻮا ﺃﺑﺪا ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺘﺢ ﻭﻋﻨﺪ اﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼﺩ ﺑﻴﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﺑﺮﺑﺮﻱ، ﻭﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺮﻗﻮا ﺇﻻ ﺑﺤﺴﺎﺏ اﻟﺘﻘﻮﻯ.

بدأت اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﻈﻬﺮ بقوة ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺖ اﻟﻌﺼﻴﺒﺔ، ﻭاﺟﺘﻤﻊ ﺣﺐ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭاﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻛﻤﺎ اﺟﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭ ﺫﻟﻚ اﻻﻋﺘﺪاﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ اﻟﻀﺨﻢ؛ اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﻢ اﻟﻌﺰﺓ ﺑﻬﺬا اﻟﻌﺪﺩ، ﻭﻇﻨﻮا ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻐﻠﺒﻮا.
لتعود من ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺣُﻨﻴﻦ (اﻟﺠﺪﻳﺪﺓ) إذ أعجبتهم كثرتهم..

.. ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪ اﻟﺘﻘﻲ اﻟﻮﺭﻉ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺩاﺧﻞ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﻦ ﺣﺐ الدنيا الشديد، ﻭالعصبية اﻟﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ، ﻭاﻻﻋﺘﺪاﺩ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭاﻷﻋﺪاﺩ ﻭاﻟﻌﺪﺓ ﻭاﻟﻌﺘﺎﺩ، فضاعت بينهم عوامل النصر.. والتأييد الرباني...

.. ﺟﻴﺶ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺷﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﺗﻞ، ﻭﻳﻠﻘﺐ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮﺏ ﺑﻘﺎﺭﻟﺔ، ﻭﻳﻨﻄﻘﻮﻧﻪ ﺗﺸﺎﺭ ﻗﺎﺭﻟﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻣﺎﺭﺗﻞ ﻟﻘﺐ ﻭﺗﻌﻨﻲ اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪا ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪاﺋﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﻜﺎﻡ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼﻕ،

.. ﺃﺗﻰ ﺷﺎﺭﻝ ﻣﺎﺭﺗﻞ ﺑﺄﺭﺑﻌﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ، ﺃﻱ: ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻢ، ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﺑﺪا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺰﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﻷﺭﻗﺎﻡ، ﻟﻜﻦ عوامل الضعف تنخر في ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..

اﻟﺘﻘﻰ الجمعان ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺱ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼﻕ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ؛ ﺩاﺭﺕ الموقعة ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ (114) ﻫﺠﺮﻳﺔ،

ﻛﺎﻧﺖ البداية اﻟﻐﻠﺒﺔ فيها ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻋﺪﺩﻫﻢ، ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ الموقعة ﻓﻄﻨﻮا ﺇﻟﻰ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﻤﺤﻤﻠﺔ ﺧﻠﻒ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻓﺎﻟﺘﻔﻮا ﺣﻮﻝ اﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﺎﺟﻤﻮا اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ، ﻭﺑﺪءﻭا ﻳﺴﻠﺒﻮنها، ﻓﺎﺭﺗﺒﻚ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺃﺳﺮﻋﻮا ﻟﻴﺤﻤﻮا اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ؛

حدث اﺭﺗﺒﺎﻙ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ صفوف اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، وﻫﺰﺓ قوية ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺰﻳﻤﺔ الجيش اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ الموقعة اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﺃﻭ - (ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﻼﻁ اﻟﺸﻬﺪاء)
ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺷﻬﺪاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ فيها ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ اﻟﺒﻼﻁ (اﻟﻘﺼﺮ)
ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺼﺮ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﺸﻬﺪاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﻼﻁ اﻟﺸﻬﺪاء، ﻟﻜﻦ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻛﺜﻴﺮا ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻝ: ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﻼﻁ اﻟﺸﻬﺪاء ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﺔ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻫﺬا ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﺟﺪا؛ ﻷﻥ ﺟﻴﺶ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎ فقط..

اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ.. هو اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﺛﻨﺎء ﺯﺣﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻥ اﻟﺘﻲ ﻣﺮﻭا ﺑﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺮاﺟﻊ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺠﻴﺶ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺮ ﻗﻮاﻓﻞ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭاﻷﺳﻼﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻨﻒ، ﻭﻟﻌﻞ ﺗﻌﻠﻖ اﻟﺠﻨﺪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮا، ﻷﻧﻬﻢ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺮ اﻟﻠﻮاﺭ،
.. ﺣﺮﺻﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﺤﺮﺹ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻭاﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺰﻳﻤﺘﻬﻢ، ﻷﻥ ﻋﺪﻭﻫﻢ اﺳﺘﺸﻌﺮ ﻫﺬا اﻟﺤﺮﺹ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻐﻠﻪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ

تقول روايات النصارى:
إنه ﻟﻮ ﻫُﺰﻡ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺑﻮاﺗﻴﻴﻪ ﻟﻔﺘﺤﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻭﻟﺪﺭﺱ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ فرنسا..!!

#د_أسامة_محمد



Posted by Dr. Osama Mohammed

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox