اﺳﺘﻘﺒﻞ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﺯﻋﻴﻢ المغول ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 651 هـ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ "ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ" ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ..
ﻳﺘﺰعمها ﺭاﻫﺐ، ووقف ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ"، ﻭﺑﺪﺃﺕ اﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ،
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻭاﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻄﺮﻕ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ، ولا اﻟﻨﻔﺎﻕ اﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ولا اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻲ ﻭﺭاءﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﺤﻘﺪ...
ﻗﺎﻝ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ: ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺪ ﺳﻮاﻩ.. !!
ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ "ﺻﺪﻳﻖ" ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ "ﺗﺎﺑﻊ"!!..
ﺳﻴﺎﺳﺔ "اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻮاﺣﺪ" ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ!!..
ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ "ﺻﺪﻳﻘﺔ" ﺃﻱ: ﺗﺎﺑﻌﺔ.. ﻭﺩﻭﻟﺔ "ﻣﺎﺭﻗﺔ" ﺃﻱ: ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ!..... ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺭﻓﺾ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬا اﻟﺸﺮﻁ.
ﻳﺘﺰعمها ﺭاﻫﺐ، ووقف ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ"، ﻭﺑﺪﺃﺕ اﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ،
ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻭاﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻄﺮﻕ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳﺔ، ولا اﻟﻨﻔﺎﻕ اﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ولا اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻲ ﻭﺭاءﻫﺎ ﻛﻞ اﻟﺤﻘﺪ...
ﻗﺎﻝ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ: ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻴﺪ ﺳﻮاﻩ.. !!
ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ "ﺻﺪﻳﻖ" ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻠﻤﺔ "ﺗﺎﺑﻊ"!!..
ﺳﻴﺎﺳﺔ "اﻟﻘﻄﺐ اﻟﻮاﺣﺪ" ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ!!..
ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ "ﺻﺪﻳﻘﺔ" ﺃﻱ: ﺗﺎﺑﻌﺔ.. ﻭﺩﻭﻟﺔ "ﻣﺎﺭﻗﺔ" ﺃﻱ: ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ!..... ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺭﻓﺾ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬا اﻟﺸﺮﻁ.
ﻓﻜﺮ "ﻫﻴﺜﻮﻡ" ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ"؛
ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ اﻷﺣﻮاﻝ ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ؛ ﻓﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 30 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ..
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻵﻥ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ ﻓﺴﻴﺮﻏﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪا، ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺳﻴﻔﻘﺪ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﻼ ﺛﻤﻦ..فوافق.. وأتم الإتفاق. واصبح عينا ومرشدا للمغول في المنطقة..
وﺑﺪﺃ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺘﺘﺮﻱ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.. وحمل رسالة إلى اﻷﻣﺮاء اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ منكوخان ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ "ﻫﺪﻳﺔ" ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻣﻌﻪ..
( ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ.. ﻭاﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮﻩ!!..)
استحسن ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ "ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ" ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، ﻭاﻧﻀﻢ ﻓﻌﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ اﻟﺘﺘﺎﺭ.. أما الأمراء الآخرون فكانوا على الحياد معه.
ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ اﻷﺣﻮاﻝ ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ؛ ﻓﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 30 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ..
ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻵﻥ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ ﻓﺴﻴﺮﻏﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﺪا، ﻭﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺳﻴﻔﻘﺪ ﻣﻠﻜﻪ ﺑﻼ ﺛﻤﻦ..فوافق.. وأتم الإتفاق. واصبح عينا ومرشدا للمغول في المنطقة..
وﺑﺪﺃ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺘﺘﺮﻱ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.. وحمل رسالة إلى اﻷﻣﺮاء اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ منكوخان ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ "ﻫﺪﻳﺔ" ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ اﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻣﻌﻪ..
( ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ.. ﻭاﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮﻩ!!..)
استحسن ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ "ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ" ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، ﻭاﻧﻀﻢ ﻓﻌﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ اﻟﺘﺘﺎﺭ.. أما الأمراء الآخرون فكانوا على الحياد معه.
نجح منكوخان في الوصول إلى ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺑﻐﺪاﺩ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻭﻛﺎﻥ اﺳﻤﻪ "ﻣﺎﻛﻴﻜﺎ"، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺴﺎﻋﺪا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﺑﻐﺪاﺩ..
ﻋﻘﺪ منكوخان معاهدات عن طريق هولاكو ﻣﻊ ﺑﻌﺾ "ﺃﻣﺮاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ" ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺿﺮﺏ "ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ"..!
ﻓﺠﺎء ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻻﻛﻮ "ﺑﺪﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﺆﻟﺆ" ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻟﻴﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻌﻪ..
ﻭﺟﺎء ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﻭﻫﻤﺎ "ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻲ"، ﻭ"ﻗﻠﺞ ﺃﺭﺳﻼﻥ اﻟﺮاﺑﻊ" ﻟﻴﺘﺤﺎﻟﻔﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ،
ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ اﻟﻌﺮاﻕ (ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻵﻥ)، ﻭﺗﺤﺎﻟﻔﻬﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﺎﺭ اﻟﻌﺮاﻕ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺰﻟﻒ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﺨﺰﻳﺎ ﺟﺪا ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪﻣﺖ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ!..
ﻭﺟﺎء ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﻭﻫﻤﺎ "ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻲ"، ﻭ"ﻗﻠﺞ ﺃﺭﺳﻼﻥ اﻟﺮاﺑﻊ" ﻟﻴﺘﺤﺎﻟﻔﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ،
ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ اﻟﻌﺮاﻕ (ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻵﻥ)، ﻭﺗﺤﺎﻟﻔﻬﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﺎﺭ اﻟﻌﺮاﻕ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺰﻟﻒ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﺨﺰﻳﺎ ﺟﺪا ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺪﻣﺖ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ!..
ﺭﺿﺦ "اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ" ﺃﻣﻴﺮ ﺣﻠﺐ ﻭﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻔﻴﺪ "اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺻﻼﺡ اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ" ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﺷﺒﻴﻬﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﻢ ﻭاﻟﻠﻘﺐ.. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﺧﻼﻕ ﺃﻭاﻟﺮﻭﺡ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻞ اﺑﻨﻪ "اﻟﻌﺰﻳﺰ" ﻻ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﺮﻭﺽ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺸﻪ ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻣﺮاﺋﻪ!!..
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎء "اﻷﺷﺮﻑ اﻷﻳﻮﺑﻲ" ﺃﻣﻴﺮ ﺣﻤﺺ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻭﻻءﻩ ﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﺘﺘﺎﺭ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺨﻄﻮﺭﺓ.. وﺯاﺩﺕ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻗﻮﺓ اﻟﺘﺘﺎﺭ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮا ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ اﻟﻌﺮاﻕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺧﺒﺎﺭ اﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺩاﺧﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺒﺎﻁ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﻮﺏ اﻟﺘﻲ ﺭﺃﺕ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮﺭﺓ اﻟﻤﺨﺰﻳﺔ؛..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﺨﻄﻮﺭﺓ.. وﺯاﺩﺕ ﺟﺪا ﻣﻦ ﻗﻮﺓ اﻟﺘﺘﺎﺭ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮا ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ اﻟﻌﺮاﻕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺧﺒﺎﺭ اﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺩاﺧﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺒﺎﻁ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻌﻮﺏ اﻟﺘﻲ ﺭﺃﺕ ﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮﺭﺓ اﻟﻤﺨﺰﻳﺔ؛..
أخيراً ﻭﺻﻞ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﻁ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻧﻔﺴﻪ.. ﻛﺒﻴﺮ اﻟﻮﺯﺭاء ﻓﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.. ﻭﻫﻮ اﻟﻮﺯﻳﺮ "ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ"..!!
ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﺭﺟﻼ ﻓﺎﺳﺪا ﺧﺒﻴﺜﺎ ﺭاﻓﻀﻴﺎ (ﻳﺮﻓﺾ ﺧﻼﻓﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ)، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﺸﻴﻊ، ﻛﺎﺭﻫﺎ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭﻷﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ، ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻨﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ اﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬا ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺔ ﺭﺃﻱ، ﻭﺿﺤﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮ، ﻭﺳﻮء ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺗﺮﻙ ﻫﺬا اﻟﻮﺯﻳﺮ اﻟﻤﻔﺴﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺨﻄﻴﺮ..
... ﻭﻫﺬا اﻟﻮﺯﻳﺮ ﻫﻮ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺻﻒ "ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﺴﻮء"..
... ﻭﻫﺬا اﻟﻮﺯﻳﺮ ﻫﻮ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺻﻒ "ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﺴﻮء"..
... ﻭاﻷﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺷﻬﺮا ﺃﻭ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻴﻦ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 642 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ 656 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﻐﺪاﺩ..
ﻫﺬا ﺩﻟﻴﻞ ﻭاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺔ ﻋﻘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ..
ﻫﺬا ﺩﻟﻴﻞ ﻭاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺔ ﻋﻘﻞ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ..
اﺗﺼﻞ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺑﻤﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ (ابن) اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ، ﻭاﺗﻔﻖ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﺠﻴﻮﺵ اﻟﺘﺘﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭاﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﺎﻵﺭاء اﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭاﻻﻗﺘﺮاﺣﺎﺕ اﻟﻤﻀﻠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺷﺄﻥ ﻓﻲ "ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺤﻜﻢ" اﻟﺬﻱ ﺳﻴﺪﻳﺮ ﺑﻐﺪاﺩ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ اﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭاﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ اﻟﻮﺯﻳﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ..
#د_أسامة_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق