ﺃﺭﺳﻞ الناصر (الخائن) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻣﻊ اﺑﻨﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ -اﻟﺬﻱ ﺣﺎﺻﺮ ﺑﻐﺪاﺩ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ-
ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺮا ﻋﺠﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﻐﺮﻳﺐ،
ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺮا ﻋﺠﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ اﻟﻐﺮﻳﺐ،
ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻨُﻪ ﺑﻔﺮﻗﺔ ﺗﺘﺮﻳﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻭاﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ؛ ﻟﻴﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ.
ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺲ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ اﺑﻨﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻭاﻟﺘﺤﻒ اﻟﻨﻔﻴﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻮﻻﻛﻮ،
ﻭﻟﻜﻦ {ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ اﻟﻤﻜﺮ اﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ} [ ﻓﺎﻃﺮ:433]
ﻭﻟﻜﻦ {ﻭﻻ ﻳﺤﻴﻖ اﻟﻤﻜﺮ اﻟﺴﻴﺊ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ} [ ﻓﺎﻃﺮ:433]
هنا استولى الكبر على ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﺑﻨﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ،
ﻓﻜﻞ اﻷﻣﺮاء ﺟﺎءﻭا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻻ ﻫﻮ،
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪا..
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻨﺎﺻﺮ..
.. ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء لنفسه،
ﻓﻼﺣﻆَ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻭﻫﻮﻻﻛﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺣﺪا ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭﻩ.. لذا لم يلبي له طلبه..
بل أعد العدة كي يغير على حلب ودمشق ليكون الناصر هو الفريسة القادمة له..
ﻓﻜﻞ اﻷﻣﺮاء ﺟﺎءﻭا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻻ ﻫﻮ،
ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪا..
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻨﺎﺻﺮ..
.. ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء لنفسه،
ﻓﻼﺣﻆَ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺪﺃ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻭﻫﻮﻻﻛﻮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﺣﺪا ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭﻩ.. لذا لم يلبي له طلبه..
بل أعد العدة كي يغير على حلب ودمشق ليكون الناصر هو الفريسة القادمة له..
ﻗﺮﺭ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻗﺮاﺭا ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ..
ﻗﺮاﺭ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﺿﺪ اﻟﺘﺘﺎﺭ،
وتلك دعوة مضحكة..
ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻱ ﺣﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻻ ﻟﻠﻤﺮﻭءﺓ ﻭﻻ ﻟﻠﻨﺨﻮﺓ،
ﻗﺮاﺭ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﺿﺪ اﻟﺘﺘﺎﺭ،
وتلك دعوة مضحكة..
ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻱ ﺣﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻻ ﻟﻠﻤﺮﻭءﺓ ﻭﻻ ﻟﻠﻨﺨﻮﺓ،
ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ اﻋﺘﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻭﺃﻱ ﺷﻲء ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.
ﻭﺭﻓﻊ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺭاﻳﺔ ﺑﻼﺩﻩ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ: اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺤﻤﺲ ﺷﻌﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ -ﺃﻗﺼﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻜﺮﺳﻲ..!
ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺭاﺳﻞ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ من قبل ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ..
ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺃﻳﺪ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪاﺩ،
وهو الذي ﻫﻨﺄ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﻩ اﻟﻌﻈﻴﻢ،
ﻭهو الذي ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ، حتى هلك هو شعبه جميعاً..
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﻭ ﻣﺼﺮ،
ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺭاﺳﻞ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ من قبل ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ..
ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺃﻳﺪ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪاﺩ،
وهو الذي ﻫﻨﺄ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮﻩ اﻟﻌﻈﻴﻢ،
ﻭهو الذي ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ، حتى هلك هو شعبه جميعاً..
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﻭ ﻣﺼﺮ،
تاريخ أسود للناصر يوسف.. ثم ﻳﻌﻠﻦ اﻟﺠﻬﺎﺩ..!!
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻬﺰﻟﺔ، ﻓـ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﻌﻮاﻃﻒ ﺷﻌﺒﻪ، ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭاﻧﻌﺪاﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﻴﻨﺼﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ، {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ}
[ ﻳﻮﻧﺲ:811]
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻬﺰﻟﺔ، ﻓـ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺎﺟﺮ ﺑﻌﻮاﻃﻒ ﺷﻌﺒﻪ، ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﺳﻮء ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭاﻧﻌﺪاﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﻴﻨﺼﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ، {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ}
[ ﻳﻮﻧﺲ:811]
ﻓﺈﺫا ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺩﻋﻮﺓ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭا ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﻬﺎ، ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺳﻨﺎﻡ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻻ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﺎﻇﻢ اﻟﺮﺟﺎﻝ.
و للحديث بقية.. إن شاء الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق