ﺑﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎﺓ ﺃﻭﻻ،
ﺛﻢ اﻟﻤﺮﻭﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺺ ﻭﻫﻲ ﺑﻠﺪ اﻷﻣﻴﺮ اﻷﺷﺮﻑ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻭاﻟﻤﻮاﻟﻲ ﻟﻪ،
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻭﺟﻴﺸﻪ اﻟﺮاﺑﺾ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﻣﺸﻖ.
ﺛﻢ اﻟﻤﺮﻭﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺺ ﻭﻫﻲ ﺑﻠﺪ اﻷﻣﻴﺮ اﻷﺷﺮﻑ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻭاﻟﻤﻮاﻟﻲ ﻟﻪ،
ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﻭﺟﻴﺸﻪ اﻟﺮاﺑﺾ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﻣﺸﻖ.
قال ابن كثير رحمه الله :
تحرك الجيش ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺟﺎﺯﻭا اﻟﻔﺮاﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻮﺭ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ، ﻭﻭﺻﻠﻮا ﺇﻟﻰ ﺣﻠﺐ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﺻﻔﺮ 658 هـ
ﻓﺤﺎﺻﺮﻭﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺤﻮﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ،
ﺛﻢ ﻏﺪﺭﻭا ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﻭﻗﺘﻠﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻧﻬﺒﻮا اﻷﻣﻮاﻝ، ﻭﺳﺒﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻷﻃﻔﺎﻝ،
ﻭﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪاﺩ،
ﻓﺠﺎﺳﻮا ﺧﻼﻝ اﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻭﺟﻌﻠﻮا ﺃﻋﺰﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺫﻟﺔ،
تحرك الجيش ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﺟﺎﺯﻭا اﻟﻔﺮاﺕ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻮﺭ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ، ﻭﻭﺻﻠﻮا ﺇﻟﻰ ﺣﻠﺐ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﺻﻔﺮ 658 هـ
ﻓﺤﺎﺻﺮﻭﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ اﻓﺘﺘﺤﻮﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ،
ﺛﻢ ﻏﺪﺭﻭا ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﻭﻗﺘﻠﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻢ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻧﻬﺒﻮا اﻷﻣﻮاﻝ، ﻭﺳﺒﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻷﻃﻔﺎﻝ،
ﻭﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪاﺩ،
ﻓﺠﺎﺳﻮا ﺧﻼﻝ اﻟﺪﻳﺎﺭ، ﻭﺟﻌﻠﻮا ﺃﻋﺰﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺫﻟﺔ،
ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺣﻠﺐ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻤﺎﺭ ﺃﺟﺮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﺒﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﻌﻈﻢ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ اﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﺣﺎﺯﻣﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻘﻪ اﻟﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎﻝ..
ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ لهم ﺣﻠﺐ جاء ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺣﻤﺎﺓ ﻭﻛﺒﺮاﺋﻬﺎ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﺘﺎﻝ، ﻓﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻮﻻﻛﻮ اﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ،
ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺓ ﺃﻣﺎﻧﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺸﺠﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﻷﻥ ﻳﻔﺘﺤﻮا ﺃﺑﻮاﺏ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺣﻤﺎﺓ..
ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺓ ﺃﻣﺎﻧﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺸﺠﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﻷﻥ ﻳﻔﺘﺤﻮا ﺃﺑﻮاﺏ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺣﻤﺎﺓ..
ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﺼﻮﻥ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ، ﻭﻗﺘﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻳﻮﺑﻲ،
ﻭﺳﻘﻮﻁ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻭﺣﺎﺭﻡ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﻭﺣﻤﺺ،
ﻭﺃﻥ اﻟﺨﻄﻮﺓ اﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺩﻣﺸﻖ..
ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎﻥ ﻣﺎﺫا ﻳﻔﻌﻞ،
ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺣﺮﺑﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ،
ﻟﻴﺲ ﻟﻘﻮﺓ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻟﻀﻌﻔﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺱ،
ﻓﻌﻘﺪ ﻣﺠﻠﺴﺎ اﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﺿﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺟﻨﺪﻩ، ﻓﺄﺧﺬﻭا ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﻭاﻟﺘﺸﺎﻭﺭ، ﻭﻃﺎﻝ اﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭاﻟﺤﻮاﺭ،
ﻭﻭﺻﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺭﻭا اﻟﻔﺮاﺭ،
ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭا ﺃﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻗﺮﺭ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻭاﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮاﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﺩﻓﺎﻉ،
ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭاﺟﻌﻮﻥ.
ﻭﺳﻘﻮﻁ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻭﺣﺎﺭﻡ، ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﻭﺣﻤﺺ،
ﻭﺃﻥ اﻟﺨﻄﻮﺓ اﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺩﻣﺸﻖ..
ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺭ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎﻥ ﻣﺎﺫا ﻳﻔﻌﻞ،
ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺣﺮﺑﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ،
ﻟﻴﺲ ﻟﻘﻮﺓ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻟﻀﻌﻔﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺱ،
ﻓﻌﻘﺪ ﻣﺠﻠﺴﺎ اﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﺿﻢ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺟﻨﺪﻩ، ﻓﺄﺧﺬﻭا ﻓﻲ اﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﻭاﻟﺘﺸﺎﻭﺭ، ﻭﻃﺎﻝ اﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭاﻟﺤﻮاﺭ،
ﻭﻭﺻﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺭﻭا اﻟﻔﺮاﺭ،
ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭا ﺃﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻗﺮﺭ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻭاﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮاﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﺩﻓﺎﻉ،
ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭاﺟﻌﻮﻥ.
ﺧﻠﺖ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاء ﻭاﻟﺤﺮاﺱ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺣﺼﻴﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ.
ﺃﻣﺜﺎﻝ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻳﺤﻀﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺩاﻣﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻬﻢ، ﻓﺈﺫا اﻗﺘﺮﺑﺖ ﺟﻴﻮﺵ اﻟﻌﺪﻭ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺩاﺋﻤﺎ ﻫﻲ ﺧﻄﺔ اﻟﻔﺮاﺭ،
ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮا ﺇﺫا ﻭﺟﺪ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻء..
اﻷﻣﺮاء اﻷﻗﺰاﻡ.
وسقطت دمشق سقوطا مدويا.. وحدث فيها ما لم يحدث لها من قبل.. وعاشت فترة لم تمر بها من قبل في تاريخها..
ﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮا ﺇﺫا ﻭﺟﺪ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻء..
اﻷﻣﺮاء اﻷﻗﺰاﻡ.
وسقطت دمشق سقوطا مدويا.. وحدث فيها ما لم يحدث لها من قبل.. وعاشت فترة لم تمر بها من قبل في تاريخها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق