ﻋﻤﺪ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻮﺯﻳﺮ الخائن اﻟﻔﺎﺳﺪ "ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ" ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ "اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ" ﺃﻥ ﻳﺨﻔﺾ ﻣﻦ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺠﻴﺶ، ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﺪاﺩ اﻟﺠﻨﻮﺩ،
ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺮﻑ ﺃﺫﻫﺎﻥ اﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻭاﻟﺤﺮﺏ..
ﺑﻞ ﻳﺤﻮﻝ اﻟﺠﻴﺶ ﺇﻟﻰ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺯﺭاﻋﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ..
ﻗﺎﻡ اﻟﻮﺯﻳﺮ الخائن ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ بدوره على أتم وجه، ﻭﻫﺬا ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎﺭ اﻟﻤﺨﺠﻠﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺯﻳﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﻔﻴﻈﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻭﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺤﺮﻭﺏ!..
ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﺼﺮﻑ ﺃﺫﻫﺎﻥ اﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻭاﻟﺤﺮﺏ..
ﺑﻞ ﻳﺤﻮﻝ اﻟﺠﻴﺶ ﺇﻟﻰ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺯﺭاﻋﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ..
ﻗﺎﻡ اﻟﻮﺯﻳﺮ الخائن ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ بدوره على أتم وجه، ﻭﻫﺬا ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎﺭ اﻟﻤﺨﺠﻠﺔ،
ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺯﻳﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺜﻴﺮ ﺣﻔﻴﻈﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻭﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺤﺮﻭﺏ!..
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻌﻼ ﺑﺨﻔﺾ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ،
ﻭﻗﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ ﻋﺪﺩ اﻟﺠﻨﻮﺩ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺪ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 640 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 654 ﻫﺠﺮﻳﺔ!!!
ﻭﻗﺎﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ ﻋﺪﺩ اﻟﺠﻨﻮﺩ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺪ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 640 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺠﻴﺶ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 654 ﻫﺠﺮﻳﺔ!!!
ﻭﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺒﻮﻁ ﻣﺮﻭﻉ ﻓﻲ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ.. ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺰﺭﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﻭاﻟﻀﻴﺎﻉ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاﻕ وأبواب المساجد والطرقات !..
ﻭﺃﻫﻤﻠﺖ اﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻓﻘﺪ ﻗﻮاﺩ اﻟﺠﻴﺶ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭاﻹﺩاﺭﺓ ﻭاﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﻭﻧﺴﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻨﻮﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺰاﻝ، ﻭﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠﻬﺎﺩ!!..
... ﻭﻫﺬﻩ ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ.. ﻭاﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ!!..
ﻭﺃﻫﻤﻠﺖ اﻟﺘﺪﺭﻳﺒﺎﺕ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻓﻘﺪ ﻗﻮاﺩ اﻟﺠﻴﺶ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭاﻹﺩاﺭﺓ ﻭاﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﻭﻧﺴﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻨﻮﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭاﻟﻨﺰاﻝ، ﻭﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺠﻬﺎﺩ!!..
... ﻭﻫﺬﻩ ﻭاﻟﻠﻪ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ.. ﻭاﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ!!..
قال ابن كثير رحمه الله في خيانة الوزير العلقمي..( ﺩﺑﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ اﻟﻔﻈﻴﻊ اﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺆﺭﺥ ﺃﺑﺸﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻐﺪاﺩ، ﻭﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ اﻷﻭﻗﺎﺕ)
ﻭﻳﻠﻘﻲ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ـ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ ﺑﺎﻟﻠﻮﻡ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻳﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻘﻤﻲ ﻓﻲ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ،
لكن اللوم اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺫاﺗﻪ، اﻟﺬﻱ ﻗﺒﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻬﻮاﻥ، ﻭﺭﺿﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺬﻝ، ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭاﺟﺒﺎﺗﻪ ﻛﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﺸﻌﺒﻪ اﻷﻣﻦ ﻭاﻷﻣﺎﻥ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺗﺮاﺑﻪ ﻭﺃﺭﺿﻪ ﺿﺪ ﺃﻱ ﻏﺰﻭ ﺃﻭ اﺣﺘﻼﻝ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺟﻴﺸﻪ، ﻭﺗﺴﻠﻴﺢ ﺟﻨﺪﻩ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺑﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ـ ﻻ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻘﻂ ـ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭاﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ..
لكن اللوم اﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺫاﺗﻪ، اﻟﺬﻱ ﻗﺒﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﻬﻮاﻥ، ﻭﺭﺿﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺬﻝ، ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭاﺟﺒﺎﺗﻪ ﻛﺤﺎﻛﻢ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﺸﻌﺒﻪ اﻷﻣﻦ ﻭاﻷﻣﺎﻥ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺗﺮاﺑﻪ ﻭﺃﺭﺿﻪ ﺿﺪ ﺃﻱ ﻏﺰﻭ ﺃﻭ اﺣﺘﻼﻝ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﺘﻘﻮﻳﺔ ﺟﻴﺸﻪ، ﻭﺗﺴﻠﻴﺢ ﺟﻨﺪﻩ،
ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺑﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ـ ﻻ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻘﻂ ـ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭاﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ..
كان هذا هو حال بغداد عاصمة الخلافة العباسية ذات ال 500 عام.. وقت أن اكتمل استعداد هولاكو الكامل لغزوها.. بل تدميرها.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
#د_أسامة_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق