التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الأحد، 23 يوليو 2017

39_ شجرة الدر تطمح في الملك..

ﺣﺪﺙ ﻓﺮاﻍ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻣﺆﻫﻞ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ اﻟﺪﻭﻟﺔ..
واﻷﻳﻮبيون ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﻣﺎﺯاﻟﻮا ﻳﻄﻤﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺣﺘﻤﺎ ﺳﻴﺠﻬﺰﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﻘﺪﻭﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺎﻡ،
ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺼﺮ ـ  المماليك ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻜﻮا ﻫﻢ ﺑﻤﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﻣﻮﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ!.. ﻭﻣﺎ ﺩاﻡ "اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻤﻦ ﻏﻠﺐ"، ﻭﻫﻢ اﻟﻘﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﺒﻮا، ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻻ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻬﻢ؟!..
... ﻟﻘﺪ اﺳﺘُﺨﺪﻡ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺪاﺙ ﺑﺤﻮاﻟﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻛﺎﻣﻠﺔ..  ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮﻭا ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺩﺓ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﺩاﺋﻤﺎ ﺃﻋﻮاﻥ اﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻓﻜﺮﺓ اﻟﻤﻠﻚ ﺃﺑﺪا ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﻋﻮﻥ ﻭﻳﺸﺘﺮﻭﻥ،.. لكن اﻟﻤﻠﻮﻙ الآن ﺿﻌﻔﺎء، ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪﻱ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ.. ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻻ ﻳﺠﺮﺑﻮﻥ ﺣﻈﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ؟!
ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ اﻣﺮﺃﺓ ﺫاﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺧﺎﺹ ﺟﺪا.. ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.. ﻓﻬﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪا.. ﺷﺠﺎﻋﺔ.. ﺟﺮﻳﺌﺔ.. ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻞ ﻣﺪﺑﺮ، ﻭﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻜﻤﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ.. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭاﻹﺩاﺭﺓ.. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺪﺭاﺕ.. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﻳﺪﺓ اﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﺑﻨﻔﺴﻬﺎ (ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ).. ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ اﻷﻣﺔ..
... ﻟﻘﺪ ﻓﻜﺮﺕ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ!!.. ﻭﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﻫﺎﺋﻞ ﻓﻌﻼ، ﻭﻫﺬﻩ ﺳﺒﺎﺣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺟﺪا ﺿﺪ اﻟﺘﻴﺎﺭ.. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﻤﻠﻜﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮﺓ اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ!.. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ: ﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ اﻟﺒﻼﺩ ﺳﺮا ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ، ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻻ ﺃﺣﻜﻤﻬﺎ ﺟﻬﺮا اﻵﻥ؟
ﻓﻲ ﺫاﺕ اﻟﻮﻗﺖ ﻭﺟﺪ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ اﻟﻔﺘﺮﺓ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ..فهي ﺯﻭﺟﺔ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻳﻮﺏ اﻟﺬﻱ ﻳﻜﻨﻮﻥ ﻟﻪ (ﻭﻳﻜﻦ ﻟﻪ اﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ) ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻮﻓﺎء ﻭاﻻﺣﺘﺮاﻡ ﻭاﻟﺤﺐ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻷﻥ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﺃﻋﺘﻘﺖ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻣﺮﺃﺓ..
ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻤﻮا ﻣﺼﺮ، ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮﻭا اﻷﻣﺎﻥ ﻷﺭﻭاﺣﻬﻢ..
... ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻮاﻓﻘﺖ ﺭﻏﺒﺎﺕ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺔ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ.. ﻭﻗﺮﺭﻭا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻋﻼﻥ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻟﻤﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ ﺑﺄﻳﺎﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ ﺻﻔﺮ ﺳﻨﺔ 648 ﻫﺠﺮﻳﺔ!..
ﻭﻗﺎﻣﺖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻌﺪ!!..
... ﺗﻔﺠﺮﺕ ﺛﻮﺭاﺕ اﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.. ﻭﻋﻢ اﻟﺮﻓﺾ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﻃﺮاﻑ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ.. ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻞ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻗﺪﺭ اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ... ﻭﻣﻊ كثير من اﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻠﺘﺰﻟﻒ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺇﻟﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻴﻘﺒﻠﻮا اﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﻐﻀﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ، ﻭﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ..
ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ اﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻭاﻟﻮﺿﻊ ﺣﺮﺝ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻓﺎﻟﺤﻤﻼﺕ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﺸﺮﺳﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ،  ﻭاﻟﺘﺘﺎﺭ اﻵﻥ ﻳﻄﺮﻗﻮﻥ ﺑﺎﺏ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﻨﻒ.. ﻭﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﻫﺔ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺧﻄﻴﺮ.. ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺣﺪ ﻣﺘﻰ ﻳﻨﻔﺠﺮ اﻟﺒﺮﻛﺎﻥ!!..
... ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻤﻈﺎﻫﺮاﺕ اﻟﻌﺎﺭﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﻯ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺷﺮﻉ اﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻭﻥ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮاﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻣﻤﺎ اﺿﻄﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎﺕ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻠﻖ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻤﻨﻊ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﻤﻈﺎﻫﺮاﺕ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ.. (وغلق محطة مترو السادات) 
ﻭﻗﺎﻡ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﻟﺨﻄﺒﺎء ﻳﻨﺪﺩﻭﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮﻫﻢ، ﻭﻓﻲ ﺩﺭﻭﺳﻬﻢ، ﻭﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻞ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭاﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻏﻀﺒﺎ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭا اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺠﻠﻴﻞ "اﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼﻡ" ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺮﺯ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ..
... ﻛﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ اﻷﻣﺮاء اﻷﻳﻮﺑﻴﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﺣﻨﻘﻬﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭاﻋﺘﺮاﺿﻬﻢ اﻟﻤﻐﻠﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺩ اﻟﻨﺴﺎء ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ..
... ﻭﺟﺎء ﺭﺩ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ "اﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ" ﻗﺎﺳﻴﺎ ﺟﺪا، ﻭﺷﺪﻳﺪا ﺟﺪا، ﺑﻞ ﻭﺳﺎﺧﺮا ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻤﺼﺮﻱ ﻛﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ: "ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﻋﺪﻣﺖ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﺃﻋﻠﻤﻮﻧﺎ، ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻴﺮ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺟﻼً.. !! ".
.. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭﺕ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ.... ﻟﺮﺟﻞ!!.. ﺃﻱ ﺭﺟﻞ!!..
ﻗﺮﺭﺕ اﻟﻤﻠﻜﺔ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺃﻥ ﺗﻤﺴﻚ اﻟﻌﺼﺎ - ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ - ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻔﻬﺎ، ﻓﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﺗﺘﻨﺤﻰ ﻇﺎﻫﺮا، ﻓﻔﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ اﻟﺮﺟﺎﻝ.. ﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺼﻮﺭﺓ.. ﺛﻢ ﺗﺤﻜﻢ ﻫﻲ اﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ.. ﺃﻭ ﻣﻦ "ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎﺭ" ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ،
اﺧﺘﺎﺭﺕ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺰﻭﻑ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاﻉ، ﻭاﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻼﻓﺎﺕ، ﻭاﻟﻬﺪﻭء اﻟﻨﺴﺒﻲ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺻﻔﺎﺕ ﺣﻤﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺿﺎﻟﺘﻬﺎ.. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ "ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ".. ﻭﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ.. ﺃﻱ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﻟﻴﻚ ﺯﻭﺟﻬﺎ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻮﺏ.. ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺘﺮ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ اﻷﻗﻮﻳﺎء ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻓﺎﺭﺱ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻗﻄﺎﻱ ﺃﻭ ﺭﻛﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺒﺮﺱ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ..
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﻣﻦ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ، ﺛﻢ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺳﻤﺖ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﺖ اﻟﺒﻼﺩ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻘﻂ، ﻭﺗﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻓﻲ ﺃﻭاﺧﺮ ﺟﻤﺎﺩﻯ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ.. ﺳﻨﺔ 648 ﻫﺠﺮﻳﺔ.. ﻭﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻠﻮﻙ.. ﻭﻫﻢ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻳﻮﺏ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻣﺎﺕ، ﻓﺘﻮﻟﻰ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ اﺑﻨﻪ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ، ﻓﺘﻮﻟﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﺛﻢ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ، ﻓﺘﻮﻟﻰ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ!..
... ﻭﺗﻠﻘﺐ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ "ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ اﻟﻤﻌﺰ"، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻟﻪ اﻟﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ..
ﻭﻛﺄﻥ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺣﺪاﺙ – ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﻬﺪ ﻋﻘﻮﻝ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﺻﻌﻮﺩ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ..
... ﻭﻗﺒﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ.. ﻓﻬﻮ ـ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻬﻢ ـ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻲ اﻣﺮﺃﺓ..
... ﻭاﺳﺘﻘﺮ اﻟﻮﺿﻊ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ، ﻭاﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﻝ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﻤﻠﻮﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻰ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺻﻼ ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﺭﻳﺔ...
تابعونا..
#د_أسامة_محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox