التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

9- ﻭﺿﺤﺖ ﻧﻮاﻳﺎ ﻫﻮﻻﻛﻮ

ﻭﺿﺤﺖ ﻧﻮاﻳﺎ ﻫﻮﻻﻛﻮ، ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺻﺮاﺣﺔ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻭﻳﺨﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻓﺮ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﻩ ﻭﺷﻌﺒﻪ، 
ﻭﺫﻛﺮﻩ ﺑﻤﺼﻴﺮ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ اﻟﺒﺎﺋﺲ، 
ﻓﻬﻞ ﻳﺴﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟـ ﻫﻮﻻﻛﻮ؟ ﻓﻤﺎﺫا ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا؟ 
ﻓﺤﺐ اﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺩﻡ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ، 
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻭاﻟﻰ ﻣﻠﻚ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺇﻻ ﻟﻴﻈﻞ ﻣﻠﻜﺎ،
ﻭﻟﻜﻦ اﻵﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻻ، ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺃﻧﺎ اﻟﺬﻱ ﺳﺄﻗﺴﻢ اﻟﺘﺮﻛﺔ، ﻭﺳﺄﻗﺴﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ، 
ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺄﺕ ﺳﻴﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺎﻝ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ،
 ﻓﻠﻮ ﺭﻓﻌﻪ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻠﻤﺎﺫا ﻳﻌﻴﺶ؟
ﺭﺟﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺬاﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺮاﻥ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎﺩﺓ اﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻹﺩاﺭﺓ ﺷﺌﻮﻥ اﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮﻕ اﻷﻭﺳﻂ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (450) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺑﻐﺪاﺩ،
ﻭﺑﺪﺃ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻭﺭاﻕ.. ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻷﺣﺪاﺙ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﻟﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺸﻬﻮﺭ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﻮﺟﺪ اﻵﺗﻲ:
ﺃﻭﻻ: ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺗﺰﺩاﺩ ﻗﻮﺓ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻖ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﺒﺮ؛
 ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﻤﺎﺫﺝ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺜﻞ: اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا، ﻭﻫﻨﺎ ﺳﻴﺤﺘﺎﺝ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﺧﻤﺎﺩ اﻟﺜﻮﺭاﺕ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، 
ﻭﻟﻨﻘﻞ اﻟﺨﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، 
ﻭﻹﺩاﺭﺓ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﺸﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻘﺎﻃﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ، 
 ﻷﺟﻞ ﻫﺬا ﺃﺭاﺩ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻭا ﻭﺩ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺟﺔ، ﻓﺄﻏﺪﻕ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ ﻭاﻟﻤﻜﺎﻓﺂﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺜﻮﻡ ﻣﻠﻚ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ اﻟﻜﺮﺝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻫﻤﻨﺪ ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻧﻄﺎﻛﻴﺔ.
ثانياً : ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻌﺪاﺋﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻳﻮﺳﻒ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺣﻠﺐ ﻭﺩﻣﺸﻖ، ﻭﺿﺮﺏ ﻣﻌﺴﻜﺮا ﺟﻬﺎﺩﻳﺎ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺇﻋﺪاﺩ اﻟﺠﻴﺶ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻭﻫﺬا اﻹﻋﺪاﺩ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺄﻱ اﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﻮﻻﻛﻮ، ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﻭﻧﻔﺴﻴﺘﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ ﻫﻮﻻﻛﻮ..
اﻟﻨﻘﻄﺔ الثالثة: ﺇﻥ ﺃﻗﻮﻯ اﻟﻤﺪﻥ اﻵﻥ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻡ ﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻭﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻟﻮ ﺳﻘﻄﺖ ﻫﺎﺗﺎﻥ اﻟﻤﺪﻳﻨﺘﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﻘﻮﻁ اﻟﺸﺎﻡ ﻛﻠﻴﺔ، ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺩﻣﺸﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ (300) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
ﻓﻘﺮﺭ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ: 
ﺣﻠﺐ، ﺃﻭ ﺩﻣﺸﻖ.. 
 وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox