التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الاثنين، 17 يوليو 2017

2- اﻷﻣﺮاء المسلمون ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﻭﻻءﻫﻢ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ

لما اجتاح التتار بلاد المسلمين، قتلوا أكثر ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ، 
وتم استباحة ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، 
ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻤﺨﺰﻭﻥ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭاﻟﺤﻀﺎﺭﻱ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺑﻐﺪاﺩ..، 
 ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ هولاكو ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻌﺔ ﺗﺴﻤﻰ: ﻗﻠﻌﺔ ﺷﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎﻝ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻹﻳﺮاﻥ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺿﻊ اﻟﻜﻨﻮﺯ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻬﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﺎﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ اﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭءﻭﺱ اﻷﻣﻮاﻝ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
ﻭﺗﺮﻙ ﻫﻮﻻﻛﻮ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺗﺘﺮﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺑﻐﺪاﺩ، 
ثم بدأ في اﻟﺨﻄﻮﺓ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ وهي ﺳﻮﺭﻳﺎ، 
 وما أن عزم العقد على ذلك حتى ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﻭﻻءﻫﻢ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ، ﻭﺑﺪﺃﺕ اﻟﻮﻓﻮﺩ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻴﻢ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻋﻘﺪ اﻷﺣﻼﻑ ﻭاﻟﻤﻌﺎﻫﺪاﺕ ﻣﻊ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺭﺟﻞ اﻟﺤﺮﺏ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮﻻﻛﻮ.. 
 ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺩﻣﺎء اﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻣﺴﻠﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ ﺑﻐﺪاﺩ ﻟﻢ ﺗﺠﻒ ﺑﻌﺪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء اﻷﻣﺮاء ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭا ﺃﻱ ﻏﻀﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻔﻮا ﻣﻊ ﻫﻮﻻﻛﻮ، .. 
ﻭاﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎﺭاﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺯﻭا ﺑﺄﻱ ﺷﻲء، ﻭﻫﺬا ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻻ ﺷﻲء.. 
 ﻓﺮﺡ ﻫﺆﻻء اﻷﻣﺮاء ﺑﻌﺪﻡ اﻻﺷﺘﺮاﻙ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺑﻐﺪاﺩ ﻭﻋﻦ اﻟﻌﺮاﻕ؛ ﻷﻥ ﺑﻐﺪاﺩ ﺳﻘﻄﺖ، ﻭﻫﻜﺬا ﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ، 
ﻳﺴﺎﺭﻋﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ.
 ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻء اﻷﻣﺮاء ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟﺤﻜﻤﺎء، اﻟﺬﻳﻦ ﺟﻨﺒﻮا ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻭﻳﻼﺕ اﻟﺤﺮﻭﺏ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺧﻄﺐ ﻗﻮﻳﺔ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﺣﻤﺎﺳﻴﺔ، وساعدهم في ذلك كثير من العلماء الأصوليين وباركوا خطوات مذلتهم وخضوعهم لعدوهم..
ﻓﻘﺪ ﺟﺎء أمراء اﻟﻤﻮﺻﻞ، واﻷﻧﺎﺿﻮﻝ (ﻭﺳﻂ ﻭﻏﺮﺏ ﺗﺮﻛﻴﺎ) وﺣﻤﺺ، وﺣﻠﺐ ﻭﺩﻣﺸﻖ.. ليعطوا الولاء لهولاكوا..
إلا أميراً واحدا أبى المذلة في نفسه، والدنية في دينه وهو اﻷﻣﻴﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻳﻮﺑﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻊ اﻵﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻭاﻥ..
وللحديث بقية.. إن شاء الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox