التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

ملاذكرد.. غيرت مجرى التاريخ

ﻋﺰﻡ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻰ «ﺭﻭﻣﺎﻧﻮﺱ اﻟﺮاﺑﻊ» ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩ «اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ المسلمين » ﻣﻦ «ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ» ﻭﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮﺫ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻰ، ﻓﺄﻋﺪ ﺟﻴﺸﺎ ﻛﺒﻴﺮا  قوامه  ﻣﺎﺋﺘﻰ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ وقيل (ثلاثمائة ألف مقاتل) وذلك عام  (463ﻫـ = 1071ﻣ)..
ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺯﺣﻒ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ «ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ»
.. كانت دولة السلاجقة في هذا الوقت تحت قيادة السلطان ألب أرسلان..
(ألب أرسلان كان ﺭﺣﻴﻢ اﻟﻘﻠﺐ، ﺭﻓﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮاء ،ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺪﻭاﻡ ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ..
اﺟﺘﺎﺯ ﻳﻮﻣﺎ بمدينة مرو ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮاء اﻟﺨﺮاﺋﺴﻴﻦ ، ﻓﺒﻜﻰ لحالهم ، ﻭﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ فكان ﻳﻜﺜﺮ اﻟﺼﺪﻗﺔ ، ﻓﻴﺘﺼﺪﻕ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ اﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻮاﻧﻪ اﺳﻤﺎء ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻤﺎﻟﻜﻪ، .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻼﺩﻩ ضرائب ولا ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ).
ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ الناس ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻭﺯﻳﺮﻩ ﻧﻈﺎﻡ اﻟﻤﻠﻚ ﻭﺫﻛﺮﻭا ﻣﺎﻟﻪ ومعاملاته ﻓﻲ ﻣﻤﺎﻟﻜﻪ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻬﺬﺏ ﺃﺧﻼﻗﻚ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺣﻮاﻟﻚ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﺑﻮا ﻓﺄﻏﻔﺮ لهم ﺯلتهم، احرص ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﻣﺎﻝ اﻟﺮﻋﺎﻳﺎ،
.. بلغه يوما ﺃﻥ ﻏﻼﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﺃﺧﺬ ﺇﺯاﺭا بغير حق ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ فعلقه على شجرة وكاد أن يصلبه.. ﻓﺎﺭﺗﺪﻉ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺳﻄﻮﺗﻪ...
واﺷﺘﻬﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻠﻮﻙ بحسن ﺳﻴﺮﺗﻪ، ﻭﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﻮﺩﻩ..).
.. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ «ﺃﻟﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ» بقدوم رومانوس كان حينها ﺑﺄﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ فلم ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺇﻻ خمسة عشر ألفاً فقط..
.. أشار ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﻘﻴﻪ أﺑﻮ ﻧﺼﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻠﻚ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
.. فقال.. ﺇﻧﻚ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ.. ﻭﻋَﺪَ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﺼﺮﻩ ﻭاﻇﻬﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻻﺩﻳﺎﻥ.
ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﻫﺬا اﻟﻔﺘﺢ
ﻓﺎﻟﻘﻬﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺨﻄﺒﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ..
ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺻﻠﻰ ﺑﻬﻢ، ﻭﻣﺮﻍ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺏ ﻭﺑﻜﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ، ﻓﺒﻜﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﺒﻜﺎﺋﻪ، ﻭﺩﻋﺎ ﻓﺄﻣﻨﻮا، ثم قال ﻟﻬﻢ :
ﻣﻦ ﺃﺭاﺩ اﻹﻧﺼﺮاﻑ ﻓﻠﻴﻨﺼﺮﻑ، ﻓﻤﺎ ﻫﻬﻨﺎ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻻ ﻳﻨﻬﻰ. ﻭﺃﻟﻘﻰ اﻟﻘﻮﺱ ﻭاﻟﻨﺸﺎﺏ ، ﻭاﺧﺬ اﻟﺴﻴﻒ، ﻭﻋﻘﺪ ﺫﻧﺐ ﻓﺮﺳﻪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻓﻌﻞ ﻋﺴﻜﺮﻩ ﻣﺜﻠﻪ.. ثم فعل فعلا غريباً جدا..
لقد ﻟﺒﺲ اﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭﺗﺤﻨﻂ..
ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻗﺘﻠﺖ ﻓﻬﺬا ﻛﻔﻨﻲ، ففعلوا جميعا مثله..
ﻭﺃﻇﻬﺮ اﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭاﻟﺒﻜﺎء ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ﺛﻢ ﺭﻛﺐ ﻭﺣﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺪاء،..
.. ﺻﺪﻕ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺻﺒﺮﻭا ﻭﺻﺎﺑﺮﻭا ﺣﺘﻰ ﺯﻟﺰﻝ اﻟﻠﻪ اﻷﻋﺪاء ﻭﻗﺬﻑ اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻘﺘﻠﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺃﺳﺮﻭا ﻣﻨﻬﻢ ﺟﻤﻮﻋﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ،
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﻠﻚ اﻟﺮﻭﻡ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬﻱ ﺃﺳﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻏﻠﻤﺎﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺫﻟﻴﻼ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ... ،
فوبخه السلطان ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻠﻚ ﺃﻟﻢ ﺃﺑﻌﺚ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ اﻟﻬﺪﻧﺔ؟
ﻗﺎﻝ: ﺩﻋﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ.
ﻗﺎﻝ السلطان: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺰﻣﻚ ﻟﻮ ﻇﻔﺮﺕ ﺑﻲ؟
ﻗﺎﻝ: ﻛﻞ ﻗﺒﻴﺢ,
ﻗﺎﻝ السلطان: ﻓﻤﺎ ﺗﺆﻣﻞ ﻭﺗﻈﻦ ﺑﻲ؟
قال.. اﻟﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﻬﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻙ،
ﻭاﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ: اﻟﻌﻔﻮ ﻭﻗﺒﻮﻝ اﻟﻔﺪاء.
ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ (الثالثة) ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ،

.. ﺃﻣﺎ اﻟﺮﻭﻡ ﻓﺒﺎﺩﺭﻭا وخلعوا رومانوس ﻭﻣﻠﻜﻮا ﺁﺧﺮ،
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﺭﻣﺎﻧﻮﺱ ﺷﻌﺮ بذهاب ﻣﻠﻜﻪ، ﻓﻠﺒﺲ اﻟﺼﻮﻑ، ﻭﺗﺮﻫﺐ،  ﻭﻗﻴﻞ: ﺇﻧﻪ ﻏﻠﺐ وقتل ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮﺭ اﻷﺭﻣﻦ..
.. ﻣﻌﺮﻛﺔ «ﻣﻼﺫﻛﺮﺩ» فاصلة ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ اﻟﻜﺒﺮﻯ،
ﻭﺗﻌﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﻜﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭﻳﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ اﻷﺭاﺿﻲ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ المسلمين..
.. ﻛﺎﻥ اﻧﺘﺼﺎﺭا ﺩﻋﻮﻳﺎ ﻟﻹﺳﻼﻡ، ﺇﺫ اﻧﺘﺸﺮ اﻟﺴﻼﺟﻘﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ اﻟﺼﻐﺮﻯ ﻋﻘﺐ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻼﺫﻛﺮﺩ ﻭﺿﻤﻮا ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭ اﻹﺳﻼﻡ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 400 ﺃﻟﻒ ﻛﻢ، ﻋﻢ اﻹﺳﻼﻡ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻬﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺃﺑﺪا ﻣﻦ ﻗﺒﻞ..
#د_أسامة_محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox