التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الأحد، 23 يوليو 2017

26_ لويس التاسع وتجاهل التتار له..

ﺗﺰﻭﺝ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ اﻟﻤﻐﻮﻝ ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎﺕ، من روسيا وبلاد أوروبا.. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃﺕ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﻁ اﻟﻤﻐﻮﻟﻲ..
سنة 646 هـ  ﻛﺎﻥ "ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ" ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻳﺠﻬﺰ ﻟﺤﻤﻠﺘﻪ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭاﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻗﺒﺮﺹ،
ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻯ "ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ" ﺃﻥ اﻷﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﺹ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻦ "ﻛﻴﻮﻙ"(خاقان التتار) ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻤﻠﺔ، ﻭﺯﻭﺩ اﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺎ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ،
ﻭﺻﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ "ﻗﺮاﻗﻮﺭﻡ" اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﺘﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺧﺎﻗﺎﻥ اﻟﺘﺘﺎﺭ "ﻛﻴﻮﻙ"
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ "ﻛﻴﻮﻙ" ﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﺇﻻ ﺃﻭﻻﺩا ﺛﻼﺛﺔ ﺻﻐﺎﺭا ﻻ ﻳﺼﻠﺤﻮﻥ ﻟﻠﺤﻜﻢ ، ﻓﺘﻮﻟﺖ ﺃﺭﻣﻠﺔ "ﻛﻴﻮﻙ", ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻰ "ﺃﻭﻏﻮﻝ ﻗﻴﻤﻴﺶ" اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮﻟﺖ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺫﻟﻚ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 646 ﻫﺠﺮﻳﺔ, ﻭﻟﻤﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮاﺕ..
ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ اﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﺎ ﺑﺤﻔﺎﻭﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ اﻋﺘﺬﺭﺕ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻵﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺃﺕ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻮﺕ "ﻛﻴﻮﻙ"، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮاﺩ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻮاﻓﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ اﻣﺮﺃﺓ ﻟﺪﻭﻟﺔ اﻟﺘﺘﺎﺭ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﻭاﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺱ اﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻄﺶ ﻭاﻹﺟﺮاﻡ ﻭاﻟﻘﻮﺓ، ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﻭﺿﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ..
أصر ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺤﻤﻠﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ اﺷﺘﺮاﻙ اﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﺹ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﻧﺰﻝ ﺑﺪﻣﻴﺎﻁ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 647 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﻭاﺣﺘﻞ ﺩﻣﻴﺎﻁ,
ﺛﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺩاﺧﻞ ﻣﺼﺮ - ﻋﺒﺮ ﻧﻬﺮ اﻟﻨﻴﻞ - ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻤﺼﺮﻱ ﻗﺎﺑﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻣﺼﺮ "اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻳﻮﺏ" اﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ،
ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺃﻣﺮ ﻣﺼﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﺔ "ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ" ﺯﻭﺟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻳﻮﺏ اﻟﺘﻲ ﺃﺧﻔﺖ ﺧﺒﺮ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﺭاﺳﻠﺖ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ - ﺑﺎﻻﺷﺘﺮاﻙ ﻣﻊ ﻗﻮاﺩ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﺎﺭﺱ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻗﻄﺎﻱ ﻭﺭﻛﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺒﺮﺱ - ﺑﺈﺩاﺭﺓ ﻣﻮﻗﻌﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ اﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺿﺪ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ، ﻭاﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮﻗﻌﺔ،
ﻭﺻﻞ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ اﺑﻦ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻧﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻼﺩ، ﻭاﻧﺘﺼﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻓﺎﺭﺳﻜﻮﺭ، ﻭﺃﺳﺮ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 648 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﺛﻢ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﻗﺘﻞ ﺗﻮﺭاﻥ ﺷﺎﻩ، ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺷﺠﺮﺓ اﻟﺪﺭ ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ ﻋﻼﻧﻴﺔ،
ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻮﻻﻳﺔ اﻣﺮﺃﺓ, ﻓﺘﺰﻭﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﺩﺓ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭﻫﻮ "ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻳﺒﻚ"، ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﻠﻄﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻭﺻﻞ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺮ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻷﻳﻮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺓ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.
ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺪاﺙ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﻗﻮﺓ اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ، ﻭﻓﺸﻞ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ، ﻭﻫﺬا ﻭﻻ ﺷﻚ ﻗﺪ ﺯاﺩ ﻣﻦ ﺣﻘﺪ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ اﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ اﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﺤﺮﺏ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..
ﺃﻣﺎ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘﺮا؛ ﻓﺎﻟﺘﺘﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﻗﺒﻮﻝ ﺃﺭﻣﻠﺔ "ﻛﻴﻮﻙ" ﻛﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ ﻭاﻟﻤﺴﻤﻰ "ﺑﺎﻟﻘﻮﺭﻳﻠﺘﺎﻱ"، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 649 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺮﺭﻭا اﺧﺘﻴﺎﺭ ﺧﺎﻗﺎﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﺧﺘﺎﺭﻭا "ﻣﻨﻜﻮﺧﺎﻥ" ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺯﻋﻴﻤﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﺘﺘﺎﺭ..
ومع بداية عصر منكوخان.. بدأ الاستعداد الفعلي لإسقاط الخلافة العباسية في بغداد بقيادة المجرم هولاكو..
تابعونا..
#د_أسامة_محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox