التاريخ يتكلم عن واقعنا المعاصر..

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

4_ البابا ﺃﻭﺭﺑﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ.. مُسعّر نيران الحروب الصليبية

.. ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻻﻳﺘﻪ اﻷﺛﺮ الكبير ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﺪﺓ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺭﻳﺦ وإلى الآن..
ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﺒﺎﺑﻮﻱ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ (11 ﺳﻨﺔ) ﻣﻦ ﺳﻨﺔ (480ﻫـ) 1088 ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ (492ﻫـ) 1099ﻣ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ اﻵﺧﺬ ﻟﻘﺮاﺭ اﻟﺤﺮﻭﺏ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ الكنسية ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺮﻕ اﻹﺳﻼﻣﻲ.

.. ﺃﻭﺭﺑﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ كان ﺭﺟﻼ ﺫﻛﻴﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻟﺒﻘﺎ، ﺧﻄﻴﺒﺎ ﻣﻔﻮﻫﺎ، ﺟﺮﻳﺌﺎ ﺣﺎﺳﻤﺎ، ﻣﻄﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻪ،
.. يحمل في أحشائه ﺣﻘﺪا ﻛﺒﻴﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺃﺭﺽ اﻟﻤﺴﻴﺢ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ -، كما يدعون.. ﺃﻭ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪاﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺗﻮﻟﻴﻪ اﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ.

كان يحلم ويطمح أن ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻷﻛﺒﺮ ﻭاﻷﻭﺣﺪ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﻜﻨﻴﺴﺘﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭاﻟﺸﺮﻗﻴﺔ؛ اﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﻟﺠﻬﻮﺩ اﻟﺒﺎﺑﺎ اﻟﺬﻱ ﺳﺒﻘﻪ ﻭﻫﻮ ﺟﺮﻳﺠﻮﺭﻱ اﻟﺴﺎﺑﻊ.

..حدث أن اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮﺭ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ﺃﺭﺳﻞ ﻭﻓﺪا ﺟﺪﻳﺪا ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ ﺳﻨﺔ (487ﻫـ) 1095ﻣ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺃﻭﺭﺑﺎﻥ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻨﻪ.
قرر أوربان حينها قبول الطلب على الفور
وذلك لحاجة في نفس أوربان أراد أن ينفذها.. وهي..

.. أوربان الثاني ﺳﻴﻌﻴﺪ ﺇﺑﺮاﺯ ﺩﻭﺭ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ اﻷﻭﺭﺑﻴﻴﻦ،
وﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﻭﺇﻣﺎﺭاﺕ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺳﻴﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ، ليستعيد ﺳﻠﻄﺎﻥ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭاﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻭﺭﺑﺎ؛
ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺫاﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺩﻳﻨﻲ، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺳﻴﺮﻓﺾ ﻗﺪ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺤﺮﻣﺎﻥ، ﻭﺳﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺯﻟﺰﻟﺔ ﻋﺮﺷﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﻨﻴﺎ.

.. أوربان الثاني سيقوم بتحسين وضعه الاقتصادي ﺃﻳﻀﺎ، ﻓﺎﻟﺒﻼﺩ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﺳﺘﺪﺭ ﺃﻣﻮاﻻ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭاﻷﻭﺭﺑﻴﻮﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا اﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺳﻴﺪﻓﻌﻮﻥ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷﻣﻮاﻝ؛ ﺗﻜﻔﻴﺮا ﻋﻦ اﻣﺘﻨﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻦ.

 اﻟﺜﺮﻭاﺕ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭاﻟﺸﺎﻡ، ﺳﺘﺤﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ اﻟﻄﺎﺣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭﺭﺑﺎ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺳﺘﺴﺘﻘﺮ اﻷﻭﺿﺎﻉ اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ وسيشعر الجميع بالرضا عنه..

ﺳﺘﻨﺼﺮﻑ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺏ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﺴﺘﻨﺰﻓﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺎﺭﻉ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺑﻴﻦ اﻹﻣﺎﺭاﺕ ﻭاﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ.
وستكون حروبهم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻭ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻫﻲ ﺣﺮﺏ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺸﻲء ﺇﻻ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺪﻳﻦ.

.. فرصة ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮﺭ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺮﻭﺏ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭاﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ، ﻓﺎﻵﻥ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﺸﺮﻗﻴﻮﻥ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺴﻮﻍ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻖ اﻷﻣﻮاﻝ، ﻭﺗﺰﻫﻖ اﻷﺭﻭاﺡ ﻟﻨﺠﺪﺗﻬﻢ، ﻭﺳﺘﺼﺒﺢ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﺤﺮﺏ ﻧﺒﻴﻠﺔ، ﻭﺳﺘﺴﻜﺖ اﻟﺸﻌﻮﺏ اﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻋﻦ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺒﺎﻫﻆ اﻟﺬﻱ ﺳﻴﺪﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺮﻭﺏ..

... تماما كما كان يفكر (جورج بوش الابن في حربه على العراق.. وحجته المزعومة تدمير الأسلحة وتخليص العالم من إرهاب المسلمين وهي حرب صليبية جديدة كما زعم..)

أوربان الثاني.. ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺪ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻛﻨﺴﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻳﻀﻢ اﻟﻘﺴﺎﻭﺳﺔ ﻣﻦ ﺃﻃﺮاﻑ ﺃﻭﺭﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺒﺤﺚ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻜﻨﺴﻲ ﻳﻌﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮا ﻣﻮﺳﻌﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﺮاء اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻠﻮﻙ وﻋﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ؛ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﺆﺗﻤﺮا ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺎ ﻣﺆﺛﺮا، ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺳﻴﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.

.. ﻗﺮﺭ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﻣﺮاء ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ
ليعقد ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ (ﻛﻠﻴﺮﻣﻮﻥ) اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ (488ﻫـ) 27 ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1095ﻣ

 ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺠﺎﻋﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﺷﻤﺎﻝ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺷﺮﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮاﺕ اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ ﻟﻔﻜﺮﺓ اﻟﺤﺮﻭﺏ ﺿﺪ اﻟﺸﺮﻕ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻹﺧﺮاﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺗﻬﻢ اﻟﻜﺜﻴﺮﺓ.

.. ﺁﺛﺮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ؛ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﻣﻊ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻷﻭﻝ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﻊ اﻟﺒﺎﺑﺎ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﻊ ﺃﻣﺮاء اﻹﻗﻄﺎﻋﻴﺎﺕ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻪ.

.. ﻛﺎﻥ اﻟﺒﺮﺩ ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻟﺒﺖ ﺟﻤﻮﻉ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺩﻋﻮﺓ اﻟﺒﺎﺑﺎ، ﻭاﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻲ ﺃﺣﺪ اﻟﺤﻘﻮﻝ اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺮﻣﻮﻥ، ﻭاﻣﺘﻸﺕ اﻟﻘﺮﻯ ﻭاﻟﻤﺪﻥ اﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻜﻠﻴﺮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺴﻤﺎﻉ اﻟﺨﻄﺒﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻳﺮﺗﺐ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ..

ﺧﻄﺐ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺧﻄﺒﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺼﻤﺎء، (ﺟﺎءﺕ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺒﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﻭاﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻷﻭﺭﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻮﺭﺕ اﻟﺤﺪﺙ)..
.. ﺻﺒﺮﺕ اﻟﺠﻤﻮﻉ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﺩ اﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺗﻔﺎﻋﻼ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ اﻟﺒﺎﺑﺎ، اﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺗﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻑ ﻧﻮﻋﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻇﺮﻭﻓﻬﻢ ﻭﺃﻫﺪاﻓﻬﻢ..
...اﺳﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻹﻗﻨﺎﻉ اﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻟﻨﺠﺪﺓ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ، ﻭﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﺠﺎﺝ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ - ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻮﺭ اﻟﺒﺎﺑﺎ - ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻭﺑﻄﺶ اﻟﻜﻔﺎﺭ (ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺼﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ) .

جاء في خطبته..: "ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﺮﺏ ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﺤﺜﻜﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻛﻢ ﻭﺯﺭاء اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﻮا اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎﺕ"
ﻭاﺳﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗﺎ ﻓﻴﻪ: "ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻠﻴﺒﻪ، ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻭﺭاﺋﻲ ﻓﻼ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﺗﻠﻤﻴﺬا".

.. ﻗﺎﻝ أيضاً : "ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺎﻃﺐ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻷﻭﻟﺌﻚ اﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻬﺬا، ﺃﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﻏﻔﺮاﻥ ﺫﻧﻮﺏ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﺬاﻫﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ، ﺇﺫا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﻏﻼﻟﻬﺎ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ، ﺃﻭ ﺃﺛﻨﺎء ﻋﺒﻮﺭﻫﻢ اﻟﺒﺤﺮ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻗﺘﺎﻟﻬﻢ ﺿﺪ اﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ (ﻳﻘﺼﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ)، ﻭﻫﺬا اﻟﻐﻔﺮاﻥ ﺃﻣﻨﺤﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ اﻟﺮﺏ ﺇﻳﺎﻫﺎ".
(تعالى الله عما يقول ويفتري ويدعي علوا كبيراً..)

.. ﺫﻛﺮ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ: "ﻭﻭﻫﺒﻨﺎ ﻫﺬﻩ اﻷﺭاﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺾ ﻟﺒﻨﺎ ﻭﻋﺴﻼ". ﻳﻘﺼﺪ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺣﺮﻙ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﻔﻘﺮاء ﻭاﻷﻣﺮاء ﻣﻌﺎ؛
ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﺮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ..
ﻭاﻷﻣﻴﺮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻭاﻟﺘﻤﻠﻚ.

 ﺩﺧﻠﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﻛﻞ اﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻭﺃﺷﻌﻠﺖ - ﺭﻏﻢ اﻟﺒﺮﺩ اﻟﺸﺪﻳﺪ - ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻛﻞ اﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﺳﺘﺠﺎﺏ اﻟﺤﻀﻮﺭ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ،
ﻭﻗﺎﻣﻮا ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺻﻴﺤﺔ ﻭاﺣﺪﺓ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ:
 "اﻟﺮﺏ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ" Deus lo volt،
ﻭﻫﻲ اﻟﺼﻴﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﺷﻌﺎﺭا ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.

#د_أسامة_محمد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox